الامام احمد بن حنبل


تفسير

رقم الحديث : 14123

وَنَرْوِي فِيهَا أَيْضًا مَا حَدَّثَنَاهُ وَنَرْوِي فِيهَا أَيْضًا مَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حدَّثَنَا أَبِي ، حدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَيْسَ بِالْوَرَّاقِ ، قَالَ : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ : كُنْتُ أَتَوَلَّى شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِ السُّلْطَانِ ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ فِي مَجْلِسٍ إِذَا أَنَا بِالنَّاسِ قَدْ أَغْلَقُوا أَبْوَابَ دَكَاكِينِهِمْ ، وَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ، فَقُلْتُ : مَا لِي أَرَى النَّاسَ قَدِ اسْتَعَدُّوا لِلْفِتْنَةِ ؟ فَقَالُوا : إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُحْمَلُ لِيُمْتَحَنَ فِي الْقُرْآنِ ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي ، وَأَتَيْتُ حَاجِبَ الْخَلِيفَةِ وَكَانَ لِي صَادِقًا ، فَقُلْتُ : أُرِيدُ أَنْ تُدْخِلَنِي حَتَّى أَنْظُرَ كَيْفَ يُنَاظِرُ أَحْمَدُ الْخَلِيفَةَ ، فَقَالَ : أَتَطِيبُ نَفْسُكَ بِذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ فَجَمَعَ جَمَاعَةً وَأَشْهَدَهُمْ عَلَيَّ ، وَتَبَرَّأَ مِنْ إِثْمِي ، ثُمَّ قَالَ لِي : امْضِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الدُّخُولِ بَعَثْتُ إِلَيْكَ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي أُدْخِلَ فِيهِ أَحْمَدُ عَلَى الْخَلِيفَةِ أَتَانِي رَسُولُهُ ، فَقَالَ : الْبَسْ ثِيَابَكَ وَاسْتَعِدَّ لِلدُّخُولِ ، فَلَبِسْتُ قِبَاءً فَوْقَهُ قَفْطَانٌ وَتَمَنْطَقْتُ بِمِنْطَقَةٍ وَتَقَلَّدْتُ سَيْفًا وَأَتَيْتُ الْحَاجِبَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْخَلَنِي إِلَى الْفَوْجِ الأَوَّلِ مِمَّا يَلِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِذَا أَنا بِابْنِ الزَّيَّاتِ ، وَإِذَا بِكُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعٍ بِالْجَوْهَرِ قَدْ غُشِيَ أَعْلاهُ بِالدِّيبَاجِ ، فَخَرَجَ الْخَلِيفَةُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ ، ثُمّ قَالَ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَكَلَّمُ بِجَارِحَتَيْنِ ؟ عَلَيَّ بِهِ فَأُدْخِلَ أَحْمَدُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ وَطَيْلَسَانٌ أَزْرَقُ وَقَدْ وَضَعَ يَدًا عَلَى يَدٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ حتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ ، فَقَالَ : أَنْتَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؟ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، فَقَالَ : أَنْتَ الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَقُولُ الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا ؟ قَالَ أَحْمَدُ : مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَخَبَرِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى بِمِائَةِ أَلْفِ كَلِمَةٍ ، وَعِشْرِينَ أَلْفِ كَلِمَةٍ ، وَثَلاثِ مِائَةِ كَلِمَةٍ ، وَثَلاثَ عَشْرَةَ كَلِمَةً فَكَانَ الْكَلامُ مِنَ اللَّهِ وَالاسْتِمَاعُ مِنْ مُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : أَيْ رَبِّ أَنْتَ الَّذِي تُكَلِّمُنِي ، أَمْ غَيْرُكَ ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا مُوسَى ، أَنَا أُكَلِّمُكَ ، لا رَسُولٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ " ، قَالَ : كَذَبْتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ يَكُ هَذَا كَذِبًا مِنِّي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ سورة السجدة آية 13 فَإِنْ يَكُنِ الْقَوْلُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَإِنْ كَانَ مَخْلُوقًا فَقَدِ ادَّعَى حَرَكَةً لا يُطِيقُ فِعْلَهَا فَالْتَفَتَ إِلَى أَحْمَدَ وَابْنِ الزَّيَّاتِ ، فَقَالَ : نَاظِرُوهُ ، قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتُلْهُ وَدَمُهُ فِي أَعْنَاقِنَا ، قَالَ : فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَ حُرَّ وَجْهِهِ ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَتَفَرَّقَ وُجُوهُ قُوَّادِ خُرَاسَانَ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَبْنَاءِ قُوَّادِ خُرَاسَانَ ، فَخَافَ الْخَلِيفَةُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُمْ فَدَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ يرَشُّ عَلَى وَجْهِهِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عَمِّهِ وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، لَعَلَّ هَذَا الْمَاءَ الَّذِي صُبَّ عَلَى وَجْهِي غَضِبَ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْخَلِيفَةُ : وَيْحَكُمْ مَا تَرَوْنَ مَا يَهْجُمُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا رَفَعْتُ عَنْهُ السَّوْطَ حَتَّى يَقُولَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، ثُمَّ دَعَا بِجَلادٍ ، يُقَالُ لَهُ : أَبُو الدَّنِّ ، فَقَالَ : فِي كَمْ تَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : فِي خَمْسَةٍ ، أَوْ عَشَرَةٍ ، أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ ، أَوْ عِشْرِينَ ، فَقَالَ : اقْتُلْهُ فَكُلَّمَا أَسْرَعْتَ كَانَ أَخْفَى لِلأَمْرِ ، ثُمَّ قَالَ : جَرِّدُوهُ ، قَالَ : فَنُزِعَتْ ثِيَابُهُ ، وَوَقَفَ بَيْنَ الْعَقَابِينَ وَتَقَدَّمَ أَبُو الدَّنِّ قَطَعَ اللَّهُ يَدَهُ ، فَضَرَبَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ سَوْطًا فَأَقْبَلَ الدَّمُ مِنْ أَكْتَافِهِ إِلَى الأَرْضِ ، وَكَانَ أَحْمَدُ ضَعِيفَ الْجِسْمِ ، فَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ إِنْسَانٌ ضَعِيفُ الْجِسْمِ ، فَقَالَ : قَدْ سَمِعْتَ قَوْلِي : وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا رَفَعْتُ السَّوْطَ عَنْهُ حَتَّى يَقُولَ كَمَا أَقُولُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، الْبُشْرَى إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَابَ عَنْ مَقَالَتِهِ وَهُوُ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ أَحْمَدُ : كَلِمَةُ الإِخْلاصِ ، وَأَنَا أَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّهُ قَدْ قَالَ كَمَا تَقُولُ ، فَقَالَ : خَلِّ سَبِيلَهُ ، وَارْتَفَعَتْ بِالْبَابِ ، فَقَالَ : اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذِهِ الضَّجَّةُ ؟ فَخَرَجَ ثُمَّ دَخَلَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ، فَأَخْرِجْ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ , فَأُخْرِجَ وَقَدْ وَضَعَ طَيْلَسَانَهُ وَقَمِيصَهُ عَلَى يَدِهِ وَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَافَى الْبَابَ ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا قُلْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى نَقُولَ ، قَالَ : وَمَا عَسَى أَنْ أَقُولَ ، اكْتُبُوا يَا أَصْحَابَ الأَخْبَارِ ، وَاشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْعَامَّةِ ، أَنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ ، قَالَ : أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ ، وَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالسَّوْطُ قَدْ أَخَذَ كَتِفَيْهِ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ فِيهِ خَيْطٌ فَانْقَطَعَ الْخَيْطُ وَنَزَلَ السَّرَاوِيلُ فَلَحَظْتُهُ وَقَدْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَعَادَ السَّرَاوِيلُ كَمَا كَانَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَمَّا انْقَطَعَ الْخَيْطُ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِلَهِي وَسَيِّدِي وَاقَفْتَنِي هَذَا الْمَوْقِفَ فَلا تَهْتِكَنِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ ، فَعَادَ السَّرَاوِيلُ كَمَا كَانَ " ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهِمَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ فِي حَفْظِ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ حِينَ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَإِنَّمَا يُحْفَظُ بَعْضُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، ذِكْرُ وُرُودِ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ بِمِحْنَتِهِ أَوَّلا ، ثُمَّ تَجَاوُزِهِ لَهُ ، وَإِعَادَتِهِ إِلَى الْعَسْكَرِ ثَانِيًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِيهِ

صحابي

سَالِمٍ

ثقة ثبت

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مَعْمَرٍ

ثقة ثبت فاضل

عَبْدُ الرَّزَّاقِ

ثقة حافظ

أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ

ثقة حافظ فقيه حجة

أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ

صدوق حسن الحديث

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَيْسَ بِالْوَرَّاقِ

ثقة

أَبِي

ثقة

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

مجهول الحال

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.