الامام احمد بن حنبل


تفسير

رقم الحديث : 14126

قَالَ صَالِحٌ وَحَدَّثَنِي أَبِي ، حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخَنَا يُحَدِّثُ ، قَالَ : " اسْتَعْمَلَ بَعْضُ أُمَرَاءِ الْبَصْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَلَى الشُّرْطَةِ ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَقِيلَ لِلأَمِيرِ مُحَمَّدٌ بِالْبَابِ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : ظُنُّوا بِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : جَاءَ يَشْكُرُ لِلأَمِيرِ اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ ، فَقَالَ : لا وَلَكِنَّهُ جَاءَ يَطْلُبُ لابْنِهِ الإِعْفَاءَ ، أَوْ قَالَ الْعَافِيَةَ ، قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ ، قَالَ : أَيُّهَا الأَمِيرُ بَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ ابْنِي وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَسْتُرَنَا يَسْتُرُكَ اللَّهُ ، قَالَ : قَدْ أَعْفَيْنَاهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ أَبُو الْفَضْلِ صَالِحٌ : ثُمَّ كَتَبَ لَنَا بِشَيْءٍ فَبَلَغَهُ فَجَاءَ إِلَى الْكُوَّةِ الَّتِي فِي الْبَابِ ، فَقَالَ : يَا صَالِحُ ، انْظُرْ مَا كَانَ لِلْحَسَنِ عَلَيَّ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى بُورَانَ حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخَذَ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : وَمَا عِلْمُ بُورَانَ مِنْ أَيِّ مَوْضِعٍ أَخَذَ هَذَا ؟ فَقَالَ : افْعَلْ مَا أَقُولُ لَكَ ، فَوَجَّهْتُ بِمَا كَانَ أَصَابَهُمَا إِلَى بُورَانَ وَكَانَ إِذَا بَلَغَهُ أَنَّا قَبَضْنَا شَيْئًا طُوَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَلَمْ يُفْطِرْ ، ثُمَّ مَكَثَ أَشْهُرًا لا أَدْخُلُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ فَتَحَ الصِّبْيَانُ الْبَابَ وَدَخَلُوا غَيْرَ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ إِلَيْهِ مِنْ مَنْزِلِي شَيْءٌ ، ثُمَّ وَجَّهْتُ إِلَيْهِ : يَا أَبَتِ ، قَدْ طَالَ هَذَا الأَمْرُ وَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ ، فَسَكَتَ ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ ، تُدْخِلُ عَلَى نَفْسِكَ هَذَا الْغَمَّ ؟ فَقَالَ ، يَا بُنَيَّ ، يَأْتِينِي مَا لا أَمْلِكُهُ ، ثُمَّ مَكَثْنَا مُدَّةً لَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا ، ثُمَّ كُتِبَ لَنَا بِشَيْءٍ فَقَبَضْنَا فَلَمَّا بَلَغَهُ هَجَرَنَا أَشْهُرًا فَكَلَّمَهُ بُورَانَ وَوَجَّهَ إِلَى بُورَانَ فَدَخَلْتُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صَالِحٌ ، يُرْضِيكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَعَزَّ الْخَلْقِ عَلَيَّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَرَدْتُ لَهُ مَا أَرَدْتُ لَهُ إِلا مَا أَرَدْتُ لِنَفْسِي ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ وَمَنْ رَأَيْتَ أَوْ مَنْ لَقِيتَ قَوِيَ عَلَى مَا قَوِيتَ أَنْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : وَتَحْتَجُّ عَلَيَّ ؟ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ : ثُمَّ كَتَبَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ يَسْأَلُهُ وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ أَنْ لا يُعِينُنَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَرْزَاقِنَا وَلا يَتَكَلَّمُ فِيهِ ، فَبَلَغَنِي فَوَجَّهْتُ إِلَى الْقَيِّمِ لَنَا وَهُوُ ابْنُ غَالِبِ بْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ ، إِنَّهُ يَكْبُرُ عَلَيْكَ وَقَدْ عَزَمْتُ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ أَخْبَرْتُكَ بِهِ ، فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُهُ بِالْكِتَابِ إِلَى يَحْيَى أَخَذَهُ مِنْ صَاحِبِ الْخَبَرِ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ نُسْخَتَهُ وَوَصَلْتُ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ : كَمْ مِنْ شَهْرٍ لِوَلَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، فَقَالَ : عَشْرَةُ أَشْهُرٍ ، قَالَ : تَحْمِلُ السَّاعَةَ إِلَيْهِمْ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ صِحَاحًا وَلا يَعْلَمُ بِهَا ، فَقَالَ يَحْيَى لِلْقَيِّمِ : أَنَا أَكْتُبُ إِلَى صَالِحٍ وَأُعْلِمُهُ ، فَوَرَدَ عَلَيَّ كِتَابَهُ فَوَجَّهْتُ إِلَى أَبِي أُعْلِمُهُ ، فَقَالَ الَّذِي أَخْبَرَهُ : إِنَّهُ سَكَتَ قَلِيلا وَضَرَبَ بِذَقَنِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا حِيلَتِي إِذَا أَرَدْتُ أَمْرًا ، وَأَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا ، قَالَ أَبُو الْفَضْلِ : وَجَاءَ رَسُولُ الْمُتَوَكِّلِ إِلَى أَبِي ، يَقُولُ : لَوْ سَلِمَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ سَلِمْتَ ، رَفَعَ رَجُلٌ إِلَيَّ وَقْتَ كَذَا أَنَّ عَلَوِيًّا قَدِمَ مِنْ خُرَاسَانَ وَأَنَّكَ وَجَّهْتَ إِلَيْهِ بِمَنْ يَلْقَاهُ وَقَدْ حَبَسْتُ الرَّجُلَ وَأَرَدْتُ ضَرْبَهُ وَكَرِهْتُ أَنْ تَغْتَمَّ فَمُرْ فِيهِ ، فَقَالَ : هَذَا بَاطِلٌ تُخَلِّي سَبِيلَهُ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الْمُتَوَكِّلِ يَأْتِي أَبِي يُبْلِغُهُ السَّلامَ ، وَيَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ فَنُسَرُّ نَحْنُ بِذَلِكَ فَتَأْخُذُهُ نَفْضَةٌ حَتَّى نُدِثِّرَهُ ، وَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ نَفْسِي فِي يَدِي لأَرْسَلْتُهَا وَيَضُمُّ أَصَابِعَهُ وَيَفْتَحُهَا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.