محمد بن اسلم


تفسير

رقم الحديث : 14221

مَا حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ ، حدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَطَّةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، حدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدِينِيُّ ، حدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بِمَكَّةَ ، وَهُوَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ خَادِمِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ وَصَاحِبُهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ ، يَقُولُ : " زَعَمَتِ الْجَهْمِيَّةُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ قَدْ أَشْرَكُوا فِي ذَلِكَ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ بَيَّنَ أَنَّ لَهُ كَلامًا فَقَالَ : إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي سورة الأعراف آية 144 ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا سورة النساء آية 164 ، فَأَخْبَرَ أَنَّ لَهُ كَلامًا وَأَنَّهُ كَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ فِي تَكْلِيمِهِ إِيَّاهُ : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكُ خَلْقٌ ، وَلَيْسَ بِكَلامِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ ، لأَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ خَلْقًا ، قَالَ لِمُوسَى : إِنِّي أَنَا رَبُّكُ ، فَقَدْ جَعَلَ هَذَا الزَّاعِمُ رَبًّا لِمُوسَى دُونَ اللَّهِ ، وَقَوْلُ اللَّهِ أَيْضًا لِمُوسَى فِي تَكْلِيمِهِ : فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى { 13 } إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي سورة طه آية 12-13 فَقَدٍ جَعَلَ هَذَا الزَّاعِمُ إِلَهًا لِمُوسَى غَيْرَ اللَّهِ ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى لِمُوسَى فِي تَكْلِيمِهِ إِيَّاهُ : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ سورة القصص آية 30 ، فَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ أَنَّ هَذَا كَلامُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَكَلَّمَ بِهِ وَاللَّهُ قَالَهُ زَعَمَ أَنَّهُ خَلْقٌ فَقَدْ عَظُمَ شِرْكُهُ وَافْتِرَاؤُهُ عَلَى اللَّهِ لأَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ خَلْقًا ، قَالَ لِمُوسَى : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ سورة القصص آية 30 فَقَدْ جَعَلَ هَذَا الزَّاعِمُ لِلْعَالَمِينَ رَبًّا غَيْرَ اللَّهِ فَأَيُّ شِرْكٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا ؟ فَتَبْقَى الْجَهْمِيَّةُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ بَيْنَ كُفْرَيْنِ اثْنَيْنِ أَنَّ زَعْمًا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى فَقَدْ رَدُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَكَفَرُوا بِهِ ، وَإِنْ زَعَمُوا أَنَّ هَذَا الْكَلامَ : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ سورة القصص آية 30 خَلْقٌ فَقَدْ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ، فَفِي هَؤُلاءِ الآيَاتِ بَيَانٌ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَفِيهَا بَيَانُ شِرْكِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَلامَ اللَّهِ خَلْقٌ ، وَقَوْلُ اللَّهِ خَلْقٌ ، وَمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَنْبِيَائِهِ خَلْقٌ " ، وَأَمَّا نَقْضُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى الْمُرْجِئَةِ الْكَرَّامِيَّةِ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّ الإِيمَانَ هُوَ الْقَوْلُ بِاللِّسَانِ مِنْ دُونِ عَقْدِ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ التَّصْدِيقُ ، فَقَدْ صَنَّفَ فِي الإِيمَانِ وَفِي الأَعْمَالِ الدَّالَّةِ عَلَى تَصْدِيقِ الْقَلْبِ وَأَمَارَاتِهِ كِتَابًا جَامِعًا كَبِيرًا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.