حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ , حدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ , حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَطَرٍ , حدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْجُوعِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ ، يَقُولُ : " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : بِعَيْنَيَّ مَا يَتَحَمَّلُ الْمُتَحَمِّلُونَ مِنْ أَجْلِي وَيُكَابِدُ الْمُكَابِدُونَ فِي طَلَبِ مَرْضَاتِي ، فَكَيْفَ بِهِمْ وَقَدْ صَارُوا فِي جِوَارِي وَتَبَحْبَحُوا فِي رِيَاضِ خُلْدِي فَهُنَالِكَ فَلْيُبْشِرِ الْمُصْغُونَ إِلَى أَعْمَالِهِمْ بِالنَّظَرِ الْعَجِيبِ مِنَ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ ، تَرَوْنَ أَنْ أُضَيِّعَ لَهُمْ عَمَلا وَأَنَا أَجُودُ عَلَى الْمُوَلِّينَ عَنِّي فَكَيْفَ بِالْمُقْبِلِينَ عَلَيَّ ، مَا غَضِبْتُ عَلَى أَحَدٍ كَغَضَبِي عَلَى مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَاسْتَعْظَمَهُ فِي جَنْبِ عَفْوِي فَلَوْ كُنْتُ مُعَجِّلا أَحَدًا وَكَانَتِ الْعَجَلَةُ مِنْ شَأْنِي لَعَاجَلْتُ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي ، فَأَنَا الدَّيَّانُ الَّذِي لا تَحِلُّ مَعْصِيَتِي وَلا أُطَاعُ إِلا بِفَضْلِ رَحْمَتِي ، وَلَوْ لَمْ أَشْكُرْ عِبَادِي إِلا عَلَى خَوْفِهِمْ مِنَ الْمُقَامِ بَيْنَ يَدَيَّ لَشَكَرْتُهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَجَعَلْتُ ثَوَابَهُمُ الأَمْنَ مِمَّا خَافُوا ، فَكَيْفَ بِعِبَادِي لَوْ قَدْ رَفَعْتُ قُصُورًا تَحَارُ لِرُؤْيَتِهَا الأَبْصَارُ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لِمَنْ هَذِهِ الْقُصُورُ ؟ فَأَقُولُ : لِمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا لَمْ يَسْتَعْظِمْهُ فِي جَنْبِ عَفْوِي أَلا وَإِنِّي مُكَافِئٌ عَلَى الْمَدْحِ فَامْدَحُونِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ | أبو سليمان الداراني / توفي في :212 | ثقة |