حَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ , يَقُولُ : كَمْ مِنْ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٍ ، وَكَمْ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٍ ، وَكَمْ مُحِبٍّ ذَلِيلٍ ، وَكُلُ رَاجٍ طَالِبٍ , قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " اعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ يَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ ، وَيَحُسُّ بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، وَيَجُودُ بِمَا لَدَيْهِ وَيَزْهَدُ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِهِ ، وَيَكُفُّ عَنْ أَذَاهُ ، وَيَحْتَمِلُ الأَذَى عَنْ غَيْرِهِ وَالْكَرِيمُ يُعْطِي قَبْلَ السُّؤَالِ ، فَكَيْفَ يَبْخَلُ بَعْدَ السُّؤَالِ ؟ ويَعَذْرُ قَبْلَ الاعْتِذَارِ ، فَكَيْفَ يَحْقِدُ بَعْدَ الاعْتِذَارِ ؟ وَيَعْفُ قَبْلَ الامْتِنَاعِ , فَكَيْفَ يَطْمَعُ فِي الازْدِيَادِ ؟ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الْمَحَبَّةِ : الرِّضَا فِي الْمَكْرُوهِ ، وَحُسْنُ الظَّنِ فِي الْمَجْهُولِ ، التَّحْسِينُ فِي الاخْتِيَارِ فِي الْمَحْذُورِ ، ثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الصَّوَابِ الأُنْسُ بِهِ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ ، وَالسُّكُونُ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ الأَعْمَالِ ، وَحُبُّ الْمَوْتِ بِغَلَبَةِ الشَّوْقِ فِي جَمِيعِ الأَشْغَالِ ، وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْيَقِينِ : النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شَيْئٍ ، وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ ، وَالاسْتِعَانَةُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ ، وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الثِّقَةِ بِاللَّهِ : السَّخَاءُ بِالْمَوْجُودِ ، وَتَرْكُ الطَّلَبِ لِلْمَفْقُودِ ، وَالاسْتِنَابَةُ إِلَى فَضْلِ الْمَوْجُودِ , وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الشُّكْرِ : الْمُقَارَبَةُ مِنَ الإِخْوَانِ فِي النِّعْمَةِ ، وَاسْتِغْنَامُ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ قَبْلَ الْعَطِيَّةِ ، وَاسْتِقْلالُ الشُّكْرِ لِمُلاحَظَةِ الْمِنَّةِ ، وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الرِّضَى ، تَرْكُ الاخْتِيَارِ قَبْلَ الْقَضَا ، وَفُقْدَانُ الْمَرَارَةِ بَعْدَ الْقَضَا ، وَهَيَجَانُ الْحُبِّ فِي حَشْوِ الْبَلا ، وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الأُنْسِ بِاللَّهِ : اسْتِلْذَاذُ الْخَلْوَةِ وَالاسْتِيحَاشُ مِنَ الصُّحْبَةِ ، وَاسْتِحْلاءُ الْوَحْدَةِ وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ حُسْنِ الظِّنِّ بِاللَّهِ : قُوَّةُ الْقَلْبِ ، وَفُسْحَةُ الرَّجَا فِي الزِّلَّةِ ، وَنَفْيُ الإِيَّاسِ بِحُسْنِ الإِنَابَةِ , وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الشَّوْقِ : حُبُّ الْمَوْتِ مَعَ الرَّاحَةِ ، وَبُغْضُ الْحَيَاةِ مَعَ الدِّعَةِ ، وَدَوَامُ الْحُزْنِ مَعَ الْكِفَايَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |