احمد بن الخضر


تفسير

رقم الحديث : 15025

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو بَكْرٍ فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ ، يَقُولُ : " أَيُّهَا الْمُرِيدُونَ طَرِيقَ الآخِرَةِ وَالصِّدْقِ ، وَالطَّالِبُونَ أَسْبَابَ الْعِبَادَةِ ، وَالزُّهْدِ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُحْسِنْ عَقْلَهُ وَلَمْ يُحْسِنْ تَعَبُّدَ رَبِّهِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ آفَةَ الْعَمَلِ ، لَمْ يُحْسِنْ يَحْتَرِزُ مِنْهُ وَمَنْ لَمْ تَصِحَّ عِنَايَتُهُ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ إِذَا وَجَدَهُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لأَمْرٍ عَظِيمٍ ، وَخَطَرٍ جَسِيمٍ ، وَأَنَّ الْعِلْمَ لَمْ يُرَدْ لِيُعْلَمَ إِنَّمَا أُرِيدَ لِيَعْلَمَ وَيُعْمَلَ بِهِ لأَنَّ الثَّوَابَ عَلَى الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ يَقَعُ لا عَلَى الْعِلْمِ ، أَلا تَرَى أَنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ عَادَ وَبَالا وَحَجَّةً ، وَانْظُرُوا أَلا تَكُونُوا مَعْشَرَ الْمُرِيدِينَ مِمَّنْ قَدْ تَرَكُوا لَذَّةَ الدُّنْيَا وَنَعِيمَهَا ثُمَّ لا يَصْدُقُ طَلَبُكُمُ الآخِرَةَ فَلا دُنْيَا وَلا آخِرَةَ وَفَكِّرُوا فِيمَا تَطْلُبُونَ ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ خَطَرَ مَا يَطْلُبُ لَمْ يَسْهُلْ عَلَيْهِ الْجَهْلُ فِي جَنْبِ طَلَبِهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَهُنْ عَلَيْهِ الْخَلْقُ لَمْ يَعْظُمْ عَلَيْهِ الرَّبُّ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَبُهُ فِي طَرِيقِ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالشَّوْقِ وَالْمَحَبَّةِ ، كَانَ مُتَحَيِّرًا فِي طَلَبِهِ مُخْلِطًا فِي عَمَلِهِ لا يَجِدُ لَذَّةَ الْعِبَادَةِ وَلا يَقْطَعُ طَرِيقَ الزَّهَادَةِ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ مَعَادُكُمْ ، وَانْظُرُوا أَلا تَكُونُوا مِمَّنْ يَعْرِفُهُمْ جِيرَانُهُمْ وَإِخْوَانُهُمْ بِالْخَيْرِ وَالإِرَادَةِ وَالزِّهَادَةِ وَالْعِبَادَةِ وَحَالُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى خِلافِ ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَجْزِيكُمْ عَلَى مَا يَعْرِفُ مِنْكُمْ لا عَلَى مَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ ، وَلا تَكُونُوا مِمَّنْ يَوْلَعُ بِصَلاحِ الظَّاهِرِ الَّذِي إِنَّمَا هُوَ لِلْخَلْقِ وَلا ثَوَابَ لَهُ ، بَلْ عَلَيْهِ الْعِقَابُ ، وَيَدَعُ الْبَاطِنَ الَّذِي هُوَ لِلَّهِ وَلَهُ الثَّوَابُ وَلا عِقَابَ عَلَيْهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.