حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ , ، ثنا الْحَسَنُ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى ، يَقُولُ : " مِنْ صِفَةِ الْعَارِفِ شَيْئَانِ مَا مَضَى , وَمَا كَانَ وَفِيمَا هُوَ وَمَا أَعْلَمُ ، وَكَيْفَ أَعْمَلُ وَبَعْدَهُ مَا يَكُونُ ؟ فَكَيْفَ تَكُونُ هَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَيَّامِ أَمْسِ وَالْيَوْمُ وَغَدَا ؟ قَدْ زَلَّ عَنْ قَلْبِهِ عَجَبُ عَمَلِهِ وَلازَمَهُ خَوْفُ ذَنْبِهِ , قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : مِنْ صِفَةِ الْعَارِفِ جِسْمٌ نَاعِمٌ ، وَقَلَبٌ هَائِمٌ ، وَشَوْقٌ دَائِمٌ ، وَذِكْرٌ لازِمٌ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى ، يَقُولُ : عِبَادَةُ الْعَارِفِ فِي ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ : مُعَاشَرَةِ الْخَلْقِ بِالْجَمِيلِ ، وَإِدَامَةِ الذِّكْرِ لِلْجَلِيلِ ، وَصِحَّةِ جِسْمٍ بَيْنَ جَنْبَيْهِ قَلْبٌ عَلِيلٌ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سُبْحَانَ مَنْ طَيِّبَ الدُّنْيَا لِلْعَارِفِينَ بِمَعْرِفَتِهِ ، وَسُبْحَانَ مَنْ طَيِّبَ لَهُمُ الآخِرَةَ بِمَعْذِرَتِهِ فَتَلَذَّذُوا أَيَّامَ الْحَيَاةِ بِالذِّكْرِ فِي مَجَالِسِ مَعْرِفَتِهِ ، وَغَدًا يَتَلَذَّذُونَ فِي رِيَاضِ الْقُدُسِ بِشَرَابِ مَغْفِرَتِهِ ، فَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا زَرْعُ ذِكْرٍ ، وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ رَبِيعُ بِرٍّ سَارُوا عَلَى الْمَطَايَا مِنْ شُكْرِهِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى الْعَطَايَا مِنْ ذُخْرِهِ ، فَإِنَّهُ مَلِكٌ كَرِيمٌ " .