حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عُمَرُ بْنُ بَحْرٍ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيَّ ثُمَّ الأَنْصَارِيَّ ، يَقُولُ : ثنا أَبُو إِسْحَاقَ جِمَاعُ بْنُ سَمَاعَةَ الِكَتَّانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ فَارِسٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ بِنَجْدٍ ، قَالَ : " كَانَ لِي جَارٌ فَمَرِضَ فَعُدْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا نُجَيْدٍ ، كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي أَسْمَعُ حَادِيَ الْمَوْتِ قَدْ غَرَّدَ وَهَاتِفَ النُّقْلَةِ قَدْ رَدَّدَ ، وَلِي نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ تَشْرَهُ إِلَى الدُّنْيَا فَهِيَ تَشْغَلُنِي عَنْ سَمَاعِ النِّدَاءِ ، وَتُثَبِّطُنِي بِتَطْوِيلِ الأَمَلِ عَنْ إِجَابَةِ الدَّاعِي ، وَنَذِيرَايَ ، شَيْبِي وَسَقَمِي يُؤَيِّسَانِي ، وَخَادِعَايَ حِرْصِي ، وَأَمَلِي يُطَمِّعَانِي ، وَأَنَا كَذِي نَفَسَيْنِ : نَفْسٌ تَكْرَهُ الْحِمَامَ وَتُحِبُّ الْمُقَامَ ، وَنَفْسٌ مُتَوَطِّنَةٌ بِالارْتِحَالِ وَلِهَةً بِالانْتِقَالِ ، عَلَى أَنَّ الْحَقَّ يَغْلِبُ الْبَاطِلَ ، كَمَا يَغْلِبُ حِلْمُ الْحَلِيمِ سَفَهَ الْجَاهِلِ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : صَاحَ بِيَ الشَّيْبُ لا مُقَامَ وَبَيْنَ الرَّجْعَةِ السِّقَامِ صَوْتَانِ قَدْ أَزْعَجَا وَحَثَا عُمْرِي وَرَاعَنِيَ الْحِمَامُ لا آمَنُ الدَّهْرَ وَالْمَنَايَا إِذْ كُلُّ عُمْرٍ لَهُ انْصِرَامُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |