قَالَ : وَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " إِذَا خَلا الْعَبْدُ مِنَ الدُّنْيَا وَهَرَبَ مِنْ نَفْسِهِ إِلَى اللَّهِ سَقَطَ مِنْ قَلْبِهِ أَثَرُ الْخَلائِقِ ، لَمْ يُعْجِبْهُ شَيْءٌ ، وَلَمْ يَسْكُنْ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِ اللَّهِ قَطُّ ، فَاللَّهُ مُؤْنِسُهُ وَمُؤَدِّبُهُ وَكَالِئُهُ وَحَافِظُهُ وَجَلِيسُهُ وَأَنِيسُهُ : إِيَّاهُ يُنَاجِي وَلَهُ يُنَادِي وَبِهِ يَسْتَأْنِسُ وَإِلَيْهِ يَرْغَبُ وَإِلَيْهِ يَسْتَرِيحُ ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : طُوبَى لِمَنْ خَلَقْتُهُ فَعَرَفَنِي ، وَدَعَوْتُهُ فَأَجَابَنِي ، وَأَمَرْتُهُ فَأَطَاعَنِي ، وَرَزَقْتُهُ فَحَمِدَنِي ، وَأَعْطَيْتُهُ فَشَكَرَنِي ، وَابْتَلَيْتُهُ فَصَبَرَ لِي ، وَعَافَيْتُهُ فَذَكَرَنِي وَمَدَحَنِي " .