حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ حَازِمَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَخِيَ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو تُرَابٍ النَّخْشَبِيُّ : " وَقَفْتُ سِتًّا وَخَمْسِينَ وَقْفَةً ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ رَأَيْتُ النَّاسَ بِعَرَفَاتٍ مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ ، وَلا أَكْثَرَ خُشُوعًا ، وَتَضَرُّعًا ، وَدُعَاءً فَأَعْجَبَنِي ذَلِكَ ، وَقُلْتُ اللَّهُمَّ مَنْ لَمْ تَتَقَبَّلْ حَجَّتَهُ مِنْ هَذَا الْخَلْقِ فَاجْعَلْ ثَوَابَ حَجَّتِي لَهُ ، فَأَفَضْنَا وَبِتْنَا بِجَمْعٍ فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي هَاتِفًا يَهْتِفُ بِي " تَتَسَخَّى عَلَيَّ وَأَنَا أَسْخَى الأَسْخِيَاءِ ، وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا وَقَفَ هَذَا الْمَوْقِفَ أَحَدٌ قَطُّ إِلا غَفَرْتُ لَهُ " ، فَانْتَبَهْتُ فَرِحًا بِهَذِهِ الرُّؤْيَا فَرَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا ، فَقَالَ : إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ فَإِنَّكَ تَعِيشُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا جَاءُوا إِلَى يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَالُوا : إِنَّ أَبَا تُرَابٍ قَدْ مَاتَ فَقُمْنَا فَغَدَوْنَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ الشَّيْخُ : ذُكِرَ جَمَاعَةٌ مِنْ جَمَاهِيرِ الْعَارِفِينَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ اقْتَصَرْنَا عَلَى ذِكْرِهِمْ مِنْ دُونِ كَلامِهِمْ وَأَخبَارِهِمْ ، مِنْهُمْ مَنْ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الْكُتُبُ الْمُصَنَّفَةُ كَأَبِي سَعِيدٍ الْخَزَّازِ وَطَبَقَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَ اللَّهُ رَايَتَهُ بِمَا انْتَشَرَ عَنْهُ مِنْ كَثْرَةِ أَصْحَابِهِ وَتَلامِذَتِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |