قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : " عَلامَةُ حَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَلْبِ خَلْعُ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَتَرْكُ التَّمَلُّكِ مَعَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ مِنْ مُلْكِهِ ، وَدَوَامُ حُضُورِ الْقَلْبِ بِالْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ ، وَشِدَّةُ انْكِسَارِ الْقَلْبِ مِنْ هَيْبَةِ اللَّهِ ، فَهَذِهِ الأَحْوَالُ دَلائِلُ الْمَعَارِفِ وَالْحَقِيقَةِ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذِهِ الأَحْوَالِ ، فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : التَّوَكُّلُ عَلَى ثَلاثِ دَرَجَاتٍ : عَلَى الصَّبْرِ ، وَالرِّضَا ، وَالْمَحَبَّةِ ، لأَنَّهُ إِذَا تَوَكَّلَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى تَوَكُّلِهِ لِمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا صَبَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى بِجَمِيعِ مَا حُكِمَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا رَضِيَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِكُلِّ مَا فَعَلَ بِهِ مُوَافَقَةً لَهُ " ، قَالَ الشَّيْخُ : كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ فِي التَّوَكُّلِ الْمُنْخَلِعِينَ مِنْ حُظُوظِهِمُ التَّارِكِينَ لأَحْكَامِ نُفُوسِهِمْ ، فَكَانَ الْحَقُّ يَحْمِلُهُمْ وَيُلَطِّفُهُمْ بِلَطَائِفِ لُطْفِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |