سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ ، يَقُولُ : قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ ، يَقُولُ إِذَا لاحَظَ كَرَمَهُ : " إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ تَوْحِيدٌ لَمْ يَعْجَزْ عَنْ هَدْمِ مَا قَبْلَهُ مِنْ كُفْرٍ ، وَلا يَعْجَزُ عَنْ مَحْقِ مَا بَعْدَهُ مِنْ ذَنْبٍ ، وَكَانَ يَقُولُ : مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْجُوَ مِنْهُ بِعَمَلِكَ فَإِلَى حُبِّكَ لَهُ تُشِيرُ ، وَقَالَ : ذَنْبٌ يَظْهَرُ بِهِ كَرَمُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَمَلٍ يَظْهَرُ بِهِ شَرَفِي ، وَقَالَ : قَوْمٌ سَأَلُوا اللَّهَ بِأَلْسِنَةِ الأَعْمَالِ ، وَقَوْمٌ سَأَلُوهُ بِأَلْسِنَةِ الرَّحْمَةِ ، فَكَمْ بَيْنَ مَنْ سَأَلَ رَبِّهِ بِرَبِّهِ ، وَبَيْنَ مَنْ رَجَا رَبَّهُ بِعَمَلِهِ ، وَلَيْسَ مَنْ رَجَا رَبَّهُ بِجُودِهِ كَمَنْ رَجَا رَبَّهُ بِنَفْسِهِ ، وَكَانَ يَقُولُ : مَا قَدْرُ طَاعَةٍ نُقَابِلُ بِهَا نِعَمَهُ ، وَمَا قَدْرُ ذُنُوبٍ نُقَابِلُ بِهَا كَرَمَهُ ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ ذُنُوبُنَا فِي كَرَمِهِ أَقَلَّ مِنْ طَاعَتِنَا فِي نِعَمِهِ ، إِذْ لا يُذْنِبُ الْعَبْدُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا يَغْمُرُ بِهِ عَفْوَ مَوْلاهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |