قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ ، يَقُولُ : " مِنَ الاعْتِدَالِ أَنْ تُسِيءَ فَيُحْسِنَ إِلَيْكَ فَتُتْرَكَ الإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ تَوَهُّمًا أَنَّكَ تُسَامَحُ فِي الْهَفَوَاتِ ، وَتَرَى أَنَّ ذَلِكَ فِي بَسْطِ الْحَقِّ لَكَ ، وَقَالَ : تَشَوَّقَتِ الْقُلُوبُ إِلَى مُشَاهَدَةِ ذَاتِ الْحَقِّ فَأُلْقِيَتْ إِلَيْهَا الأَسَامِي ، فَرَكَنَتْ إِلَيْهَا مَشْغُوفِينَ بِهَا عَنِ الذَّاتِ إِلَى أَوَانِ التَّجَلِّي ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا سورة الأعراف آية 180 ، فَوَقَفُوا مَعَهَا عَنْ إِدْرَاكِ الْحَقَائِقِ ، فَأَظْهَرَ الأَسَامِي وَأَبْدَاهَا لِلْخَلْقِ لِتَسْكِينِ شَوْقِ الْمُحِبِّينَ لَهُ ، وَتَأْنِيسِ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِهِ ، وَقَالَ : الْمُشَاهَدَاتُ لِلْقُلُوبِ ، وَالْمُكَاشَفَاتُ لِلأَسْرَارِ ، وَالْمُعَايَنَاتِ لِلْبَصَائِرِ " .