حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، إِمْلاءً ، قَالَ : ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : بَلَغَنَا أَنَّكَ تَذْكُرُ سَطِيحًا ، وَتَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ ، لَمْ يَخْلُقْ مِنْ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ شَيْئًا يُشْبِهُهُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَطِيحًا الْغَسَّانِيَّ لَحْمًا عَلَى وَضَمٍ ، الْوَضَمُ : شَرَائِحُ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ ، وَكَانَ يُحْمَلُ عَلَى وَضَمِهِ ، فَيُؤْتَى بِهِ حَيْثُ يَشَاءُ ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عَظْمٌ وَلا عَصَبٌ إِلا الْجُمْجُمَةَ وَالْكَفَّانِ ، وَكَانَ يُطْوَى مِنْ رِجْلَيْهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ ، كَمَا يُطْوَى الثَّوْبُ ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ يَتَحَرَّكُ إِلا لِسَانَهُ ، فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ حُمِلَ عَلَى وَضَمِهِ ، فَأُتِيَ بِهِ مَكَّةَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ : عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمٌ ابْنَا عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَالأَحْوَصُ بْنُ فِهْرٍ ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، انْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ نَسَبِهِمْ ، فَقَالُوا : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ جُمَحٍ أَتَيْنَاكَ ، بَلَغَنَا قُدُومُكَ ، فَرَأَيْنَا أَنَّ زِيَارَاتَنَا إِيَّاكَ حَقٌّ لَكَ ، وَاجِبٌ عَلَيْنَا ، فَأَهْدَى إِلَيْهِ عَقِيلٌ صَفِيحَةً هِنْدِيَّةً ، وَصَعْدَةً رُدَيْنِيَّةً ، فَوُضِعَتْ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ لِيَنْظُرُوا ، هَلْ يَرَاهَا سَطِيحٌ أَمْ لا ؟ فَقَالَ : يَا عَقِيلُ ، نَاوِلْنِي يَدَكَ ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ ، فَقَالَ : يَا عَقِيلُ ، وَالْعَالِمِ الْخَفِيَّةَ ، وَالْغَافِرِ الْخَطِيَّةَ ، وَالذِّمَّةِ الْوَفِيَّةِ ، وَالْكَعْبَةِ الْمَبْنِيَّةِ ، إِنَّكَ الْجَائِي بِالْهَدِيَّةِ ، الصَّفِيحَةِ الْهِنْدِيَّةِ ، وَالصَّعْدَةِ الرُّدَيْنِيَّةِ ، قَالُوا : صَدَقْتَ يَا سَطِيحُ ، فَقَالَ سَطِيحٌ : وَآلاتٍ بِالْفَرَحِ ، وَقَوْسِ قُزَحٍ ، وَسَائِرِ الْفَرَحِ ، وَاللَّطِيمِ الْمُنْبَطِحِ ، وَالنَّخْلِ ، وَالرُّطَبِ ، وَالْبَلَحِ ، إِنَّ الْغُرَابَ حَيْثُ مَرَّ سَنَحَ ، فَأَخْبِرْ أَنَّ الْقَوْمَ لَيْسُوا مِنْ جُمَحٍ ، وَإِنَّ نَسَبَهُمْ فِي قُرَيْشٍ ذِي الْبُطَحِ ، قَالُوا : صَدَقْتَ يَا سَطِيحُ ، نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، أَتَيْنَاكَ لِنَزُورَكَ لِمَا بَلَغَنَا مِنْ عِلْمِكَ ، فَأَخْبِرْنَا عَمَّا يَكُونُ فِي زَمَانِنَا هَذَا ، وَمَا يَكُونُ بَعْدَهُ ، لَعَلَّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ عِلْمٌ ، قَالَ : الآنَ صَدَقْتُمْ ، خُذُوا مِنِّي مِنَ إِلْهَامِ اللَّهِ إِيَّايَ ، وَأَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ فِي زَمَانِ الْهَرَمِ ، فَتَبَيَّنُوا بَصَائِرَكُمْ ، وَبَصْرَةَ الْعَجَمِ ، لا عِلْمَ عِنْدَكُمْ وَلا فَهْمَ " وَيَنْشَأُ مِنْ عَقِبِكُمْ ذُو فَهْمٍ ، يَطْلُبُونَ أَنْوَاعَ الْعِلْمِ ، فَيَكْسِرُونَ الصَّنَمَ ، وَيَتَّبِعُونَ الرَّدْمَ ، وَيَقْتُلُونَ الْعَجَمَ ، يَطْلُبُونَ الْغَنَمَ . قَالُوا : يَا سَطِيحُ ، مِمَّنْ يَكُونُ أُولَئِكَ ؟ فَقَالَ لَهُمْ : وَالْبَيْتِ ذِي الأَرْكَانِ ، وَالأَمْنِ وَالسُّكَّانِ ، لَيَنْشَوَنَّ مِنْ عَقِبِكُمْ وِلْدَانٌ ، يَكْسِرُونَ الأَوْثَانَ ، وَيُنْكِرُونَ عِبَادَةَ الشَّيْطَانِ ، وَيُوَحِّدُونَ الرَّحْمَنَ ، وَيَنْشُرُونَ دِينَ الدَّيَّانِ ، يُشْرِفُونَ الْبُنْيَانَ ، وَيَقْتَنُونَ الْقِيَانَ ، قَالُوا : يَا سَطِيحُ ، مِنْ نَسْلِ مَنْ يَكُونُ أُولَئِكَ ؟ قَالَ : وَأَشْرَفِ أَشْرَافٍ ، وَالْمُفْضِي لإِسْرَافِ ، وَالْمُزَعْزِعِ لِلأَخْفَافِ ، وَالْمُضْعِفِ لِلأَضْعَافِ ، لَيَنْشَوَنَّ الآلافَ ، مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، وَعَبْدِ مَنَافٍ ، نَشْوًا يَكُونُ فِيهِ اخْتِلافٌ ، قَالُوا : يَا سَوْءَتَاهُ يَا سَطِيحُ ، مِمَّا تُخْبِرُ مِنَ الْعِلْمِ بِأَمْرِهَا ، وَمِنْ أَيِّ بَلَدٍ يَخْرُجُ أُولَئِكَ ؟ قَالَ : وَالْبَاقِي لِلأَبَدِ ، وَالْبَالِغِ الأَمَدَ ، لَيَخْرُجَنَّ مِنْ ذِي الْبَلَدِ ، فَتًى يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ، يَرْفُضُ يَغُوثَ وَالْفَنَدَ ، يَبْرَأُ عَنْ عِبَادَةِ الضِّدِّ ، يَعْبُدُ رَبًّا انْفَرَدَ ، ثُمَّ يَتَوَفَّاهُ مَحْمُودًا ، مِنَ الأَرْضِ مَفْقُودًا ، فِي السَّمَاءِ مَشْهُودًا ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ الصِّدِّيقُ ، إِذَا قَضَى صَدَقَ ، وَفِي رَدِّ الْحُقُوقِ لا خَرَقَ وَلا نَزَقَ ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ الْحَنِيفُ ، مُجَرَّبٌ غِطْرِيفٌ ، وَيَتْرُكُ قَوْلَ الْعَنِيفِ ، قَدْ ضَافَ الْمُضِيفَ ، وَأَكْرَمَ الْنَحِيفَ ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ دَاعِيًا لأَمْرِهِ مُجَرِّبًا ، فَيَجْتَمِعُ لَهُ جُمُوعٌ وَعُصَبٌ ، فَيَقْتُلُونَهُ نِقْمَةً وَغَضَبًا ، فَيُؤْخَذُ الشَّيْخُ ، فَيُذْبَحُ إِرَبًا ، فَيَقُومُ بِهِ رِجَالٌ خُطَبَاءُ ، ثُمَّ يَلِي أَمْرَهُ النَّاصِرُ ، يَخْلِطُ الرَّأْيَ بِرَأْيِ النَّاكِرِ ، يُظْهِرُ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ، ثُمَّ يَلِي بَعْدَهُ ابْنُهُ يَأْخُذُ جَمْعَهُ ، وَيَقِلُّ حَمْدُهُ ، وَيَأْخُذُ الْمَالَ ، وَيَأْكُلُهُ وَحْدَهُ ، وَيَكْنِزُ الْمَالَ لِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ يَلِي مِنْ بَعْدِهِ عِدَّةُ الْمُلُوكِ ، لا شَكَّ الدَّمُ فِيهِمْ مَسْفُوكٌ " ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ | عبد الله بن الديلمي الحميري | مجهول الحال |
يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ | يحيى بن أبي عمرو السيباني / ولد في :63 / توفي في :148 | ثقة يرسل عن الصحابة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ | إسماعيل بن عياش العنسي | صدوق في روايته عن أهل بلده وخلط في غيرهم |
أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ | أحمد بن إبراهيم العامري | صدوق حسن الحديث |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |