حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَالْمُطَرَّزُ ، قَالا : ثنا بُنْدَارٌ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالُوا كُلُّهُمْ : ثَنَا عَوْفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ ، قَالَ : ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، قَالَ : كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسِرْنَا لَيْلَةً ، حَتَّى إِذَا كُنَّا آخِرَ اللَّيْلِ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ، وَقَعْنَا تِلْكَ الْوَقْعَةَ وَلا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا ، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلا حَرُّ الشَّمْسِ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَيْقَظَ بِلالٌ ثُمَّ فُلانٌ وَفُلانٌ ، وَسَمَّاهُمْ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لا نُوقِظُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَسْتَيْقِظُ ، لأَنَّا لا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ ، وَكَانَ رَجُلا جَلِيدًا ، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْتِهِ ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْقَوْمُ الَّذِي أَصَابَهُمْ ، قَالَ : لا ضَيْرَ ، ارْتَحِلُوا ، فَارْتَحَلَ الْقَوْمُ ، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ نَزَلَ ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاةِ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ ، وَانْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ ، وَإِذَا رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مَنَعَكَ يَا فُلانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ ؟ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلا مَاءَ . قَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ " . ثُمَّ سَارَ ، فَاشْتَكَى النَّاسُ إِلَيْهِ الْعَطَشَ ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلانًا قَدْ سَمَّاهُ أَبُو رَجَاءٍ ، وَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُمَا : اذْهَبَا فَابْغِيَا الْمَاءَ ، فَانْطَلَقَا فَلَقِيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ أَوْ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا ، فَانْطَلَقَا ، فَقَالا لَهَا : أَيْنَ الْمَاءُ ؟ فَقَالَتْ : عَهْدِي بِهِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ ، فَقَالَ لَهَا : انْطَلِقِي ، فَقَالَتْ : إِلَى أَيْنَ ؟ فَقَالَ : إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ ؟ فَقَالا : هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ ، فَانْطَلِقِي ، فَجَاءَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ ، فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا " وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ ، فَجَعَلَ فِيهِ أَفْوَاهَ السَّطِيحَتَيْنِ أَوِ الْمَزَادَتَيْنِ ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ فَأَعَادَهُ فِي الإِنَاءِ , ثُمَّ أَعَادَهُ فِي أَفْوَاهِ السَّطِيحَتَيْنِ أَوِ الْمَزَادَتَيْنِ ، ثُمَّ أَوْثَقَ أَفْوَاهَهُمَا ، وَأَطْلَقَ الْعَزَالِي ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ أَنِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا ، فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ " . فَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ ، وَقَالَ : اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ ، وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا ، وَايْمِ اللَّهِ ، لَقَدْ أَرْكَأَتْهُمَا حِينَ أَقْلَعَ ، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُمَا أَشَدُّ امْتِلاءً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اجْمَعُوا لَهَا ، فَجَمَعُوا لَهَا مَا بَيْنَ عَجْوَةٍ وَسَوِيقَةٍ وَدَقِيقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوا لَهَا عَلَى بَعِيرِهَا ، وَوَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَعْلَمِينَ وَاللَّهِ مَا رَزَأْنَاكِ فِي مَائِكِ شَيْئًا ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ سَقَانَا " . فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ ، فَقَالُوا : يَا فُلانَةُ مَا حَبَسَكِ ؟ قَالَتِ : الْعَجَبُ ، لَقِيَنِي رَجُلانِ فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ : الصَّابِئُ ، فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا الَّذِي كَانَ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لأَسْحَرُ مَا بَيْنَ هَذِهِ ، وَهَذِهِ فِي رِوَايَةٍ : وَأَشَارَتْ بِيَدَيْهَا إِلَى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَوْ أَنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَلا يُصِيبُونَ الصِّرْمَةَ الَّتِي تَلِيهَا ، فَقَالَتْ يَوْمًا لِقَوْمِهَا : وَاللَّهِ مَا أَرَى هَؤُلاءِ الْقَوْمَ يَدَعُونَنَا ، فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلامِ ؟ فَطَاوَعُوهَا فَجَاءُوا فَدَخَلُوا فِي الإِسْلامِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ | عمران بن حصين الأزدي / توفي في :52 | صحابي |
أَبُو رَجَاءٍ | عمران بن ملحان العطاردي / توفي في :117 | ثقة |
عَوْفٌ | عوف بن أبي جميلة الأعرابي / ولد في :60 / توفي في :146 | صدوق رمي بالقدر والتشيع |
وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ | سهل بن يوسف الأنماطي | ثقة |
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ | عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي / ولد في :110 / توفي في :194 | ثقة |
وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ | محمد بن جعفر الهذلي / توفي في :193 | ثقة |
وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ | محمد بن إبراهيم السلمي / توفي في :194 | ثقة |
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ | يحيى بن سعيد القطان / ولد في :120 / توفي في :198 | ثقة متقن حافظ إمام قدوة |
بُنْدَارٌ | محمد بن بشار العبدي / ولد في :167 / توفي في :252 | ثقة حافظ |
وَالْمُطَرَّزُ | القاسم بن زكريا المطرز / ولد في :220 / توفي في :305 | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ | ابن خزيمة السلمي / ولد في :223 / توفي في :311 | ثقة حجة |
أَبُو أَحْمَدَ | محمد بن أحمد الغطريفي / توفي في :377 | ثقة ثبت |