وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : ثنا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالا : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ السَّعْدِيَّةِ أُمّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ ، قَالَتْ : " أَصَابَتْنَا سَنَةٌ شَهْبَاءُ لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا ، فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلا عُرِضَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ ، وَعُرِضَ عَلَيَّ فَأَبَيْتُهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الظُّؤُورَةَ إِنَّمَا كَانُوا يَرْجُونَ الْخَيْرَ مِنْ قِبَلِ الآبَاءِ ، وَيَقُولُونَ : لا أَبَ لَهُ ، وَمَا عَسَى أَنْ تَفْعَلَ أُمُّهُ ، فَلَمْ تَبْقَ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ إِلا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي ، وَحَانَ انْصِرَافُهُنَّ إِلَى بِلادِهِنَّ ، فَقُلْتُ لِزَوْجِي : لَوْ أَخَذْتُ ذَلِكَ الْغُلامَ الْيَتِيمَ لَكَانَ أَمْثَلَ مِنْ أَنْ أَرْجِعَ بِغَيْرِ رَضِيعٍ ، فَأَتَيْتُ أُمَّهُ فَأَخَذْتُهُ ، فَجِئْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، وَكَانَ لِي ابْنٌ صَغِيرٌ ، وَاللَّهِ لا يَنَامُ مِنَ الْجُوعِ ، فَلَمَّا أَلْقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ثَدْيَيَّ ، أَقْبَلا عَلَيْهِ بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى رُوِيَ ، وَرُوِيَ أَخُوهُ وَنَامَا ، فَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفٍ لَنَا ، وَاللَّهِ مَا أَنْ تَبِضَّ بِقَطْرَةٍ ، فَلَمَّا وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى ضَرْعِهَا ، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ ، فَحَلَبَ ثُمَّ أَتَانِي ، فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ مَا أَظُنُّ هَذِهِ النَّسَمَةَ الَّذِي أَخَذْنَاهَا إِلا مُبَارَكَةً ، فَأَخْبَرَنِي بِخَبَرِ الشَّارِفِ ، وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ ثَدْيَيَّ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْهُمَا ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا فَغَدَوْنَا ، فَكُنْتُ عَلَى أَتَانٍ قَمْرَاءَ ، وَاللَّهِ مَا أَنْ تَلْحَقَ الْحُمُرَ ضَعْفًا ، فَلَمَّا أَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَعَلَتْ تَتَقَدَّمُ الرَّكْبَ ، فَيَقُولُونَ : وَاللَّهِ إِنَّ لأَتَانِكِ هَذِي لَشَأْنًا ، قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِلادَنَا بِلادَ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لا نَعْرِفُ مِنَ اللَّهِ إِلا الْبَرَكَةَ ، حَتَّى إِنْ كَانَ رَاعِينَا لَيَنْصَرِفُ بِأَغْنَامِنَا حُفَّلا ، وَتَأْتِي أَغْنَامُ قَوْمِنَا مَا أَنْ تَبِضَّ بِقَطْرَةٍ ، فَيَقُولُونَ لِرُعْيَانِهِمْ : وَيْحَكُمْ ، ارْعُوا حَيْثُ يَرْعَى رَاعِي ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ ، فَلَمَّا نَزَلَ كَذَلِكَ ، فَبَيْنَمَا هُمَا يَوْمًا يَلْعَبَانِ فِي بُهُمٍ لَنَا وَرَاءَ بُيُوتِنَا ، إِذْ جَاءَ أَخُوهُ يَسْعَى ، فَقَالَ : ذَلِكَ الْقُرَشِيُّ قَدْ قُتِلَ ، فَأَقْبَلْتُ وَأَبُوهُ فَاسْتَقْبَلَنَا وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ ، فَجَعَلْتُ أَضُمُّهُ إِلَيَّ مَرَّةً ، وَأَبُوهُ مَرَّةً ، وَنَقُولُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَيَقُولُ : لا أَدْرِي ، إِلا أَنَّهُ أَتَانِي رَجُلانِ ، فَشَقَّا بَطْنِي ، فَسَاطَاهُ ، فَقَالَ أَبُوهُ : مَا أَظُنُّ هَذَا الْغُلامَ إِلا قَدْ أُصِيبَ ، فَبَادِرِي بِهِ أَهْلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَفَاقَمَ بِهِ الأَمْرُ عِنْدَنَا ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ إِلا أَنْ أَتَيْتُ مَكَّةَ ، فَأَتَيْتُ بِهِ أُمَّهُ ، فَقُلْتُ : أَنَا ظِئْرُ ابْنِي هَذَا قَدْ فَصَلْتُهُ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ الْعَاهَةُ فَاقْبَلِيهِ ، فَقَالَتْ : مَا لَكِ زَاهِدَةٌ فِيهِ ، وَقَدْ كُنْتِ قَبْلَ الْيَوْمِ تَسْأَلِينِي أَنْ أَتْرُكَهُ عِنْدَكِ ؟ لَعَلَّكِ خِفْتِ عَلَى ابْنِي الشَّيْطَانَ ، لا تَخَافِي هَذَا ، فَإِنَّ ابْنِي هَذَا مَعْصُومٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، أَوْ كَلامٌ هَذَا مَعْنَاهُ ، أَلا أُخْبِرُكِ عَنِّي وَعَنْهُ : أَنِّي رَأَيْتُ حِينَ وَلَدْتُهُ بِأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ لِي بِهِ قُصُورُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ " ، لَفْظُ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ السَّعْدِيَّةِ | حليمة السعدية | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ | عبد الله بن جعفر الهاشمي / ولد في :5 / توفي في :85 | صحابي |
جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ | جهم بن أبي الجهم | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ | يحيى بن زكريا الهمداني / ولد في :120 / توفي في :183 | ثقة متقن |
مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ | مسروق بن المرزبان الكندي / توفي في :240 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ | محمد بن عثمان بن أبي شيبة / ولد في :214 / توفي في :297 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ | محمد بن أحمد الصواف / ولد في :270 / توفي في :359 | ثقة مأمون |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ | عبد الرحمن بن محمد المحاربي / توفي في :195 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ | محمد بن سعيد الأصبهاني / توفي في :220 | ثقة ثبت |
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ | علي بن عبد العزيز البغوي / توفي في :286 | ثقة |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |