الفصل العشرون ذكر حنين الجذع


تفسير

رقم الحديث : 298

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ أَبُو عَرُوبَةَ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : رُكَانَةُ ، وَكَانَ مِنْ أَفْتَكِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ ، وَكَانَ مُشْرِكًا ، وَكَانَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ فِي وَادٍ ، يُقَالُ لَهُ : إِضَمٌ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذَاتَ يَوْمٍ قِبَلَ ذَلِكَ الْوَادِي ، فَلَقِيَهُ رُكَانَةُ وَلَيْسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رُكَانَةُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ الَّذِي تَشْتُمُ آلِهَتَنَا اللاتَ وَالْعُزَّى وَتَدَعُو إِلَى إِلَهِكَ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، لَوْلا رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا كَلَّمْتُكَ الْكَلامَ حَتَّى أَقْتُلَكَ ، وَلَكِنِ ادْعُ إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ يُنْجِيكَ مِنِّي الْيَوْمَ ، وَسَأَعْرِضُ عَلَيْكَ أَمْرًا ، هَلْ لَكَ إِلَيَّ أَنْ أُصَارِعَكَ وَتَدْعُو إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَكَ عَلَيَّ وَأَنَا أَدْعُو اللاتَ وَالْعُزَّى ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ مِنْ غَنَمِي هَذِهِ تَخْتَارُهَا ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، إِنْ شِئْتَ ، فَاتَّخِذْ ، فَدَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَهَهُ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى رُكَانَةَ ، وَدَعَا رُكَانَةُ اللاتَ وَالْعُزَّى ، أَعْنِي عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَاتَّخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ ، وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ رُكَانَةُ : فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى ، وَمَا وَضَعَ أَحَدٌ جَنْبِي قَبْلَكَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : عُدْ ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي ، فَلَكَ عَشْرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا ، فَآخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ وَجَلَسَ عَلَى كَبِدِهِ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا ، إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى وَمَا وَضَعَ جَنْبِي أَحَدٌ قَبْلَكَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : عُدْ ، فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا ، فَأَخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَعَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَهَهُ كَمَثَلِ فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : لَسْتَ أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا ، إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَخَذَلَنِي اللاتُ وَالْعُزَّى ، فَدُونَكَ ثَلاثِينَ شَاةً مِنْ غَنَمِي فَاخْتَرْهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أُرِيدُ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ أَدْعُوكَ إِلَى الإِسْلامِ يَا رُكَانَةُ ، وَأَنْفَسُ بِكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى النَّارِ ، إِنَّكَ إِنْ تُسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : لا ، إِلا أَنْ تُرِيَنِي آيَةً ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ عَلَيْكَ شَهِيدٌ ، لَئِنْ أَنَا دَعَوْتُ رَبِّي فَأَرَيْتُكَ آيَةً لَتُجِيبَنِي إِلَى مَا أَدْعُوكَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَقَرِيبٌ مِنْهُمَا شَجَرَةُ سَمُرٍ ذَاتَ فُرُوعٍ وَقُضْبَانٌ ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ لَهَا : أَقْبِلِي بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْشَقَّتْ بِاثْنَيْنِ فَأَقْبَلَتْ عَلَى نِصْفِ شِقِّهَا وَقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا حَتَّى كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ رُكَانَةَ ، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : أَرَيْتَنِي عَظِيمًا ، فَمُرْهَا فَلْتَرْجِعْ ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ بِقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا ، حَتَّى إِذَا الْتَأَمَتْ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَسْلِمْ تَسْلَمْ . فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ : مَا بِي إِلا أَنْ أَكُونَ قَدْ رَأَيْتُ عَظِيمًا ، وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ تَسَامَعُ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهُمْ أَنِّي إِنَّمَا أَجَبْتَ لِرُعْبٍ دَخَلَ فِي قَلْبِي مِنْكَ ، وَلَكِنْ قَدْ عَلِمَتْ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَضَعْ جَنْبِي قَطُّ أَحَدٌ وَلَمْ يَدْخُلْ قَلْبِي رُعْبٌ سَاعَةً قَطُّ لَيْلا وَلا نَهَارًا ، وَلَكِنْ دُونَكَ فَاخْتَرْ غَنَمَكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ لِي حَاجَةٌ إِلَى غَنَمِكَ إِذْ أَبَيْتَ أَنْ تُسْلِمَ ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا ، وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَلْتَمِسَانِهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَخْبَرَتْهُمَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ تَوَجَّهَ قِبَلَ وَادِي إِضَمٍ ، وَقَدْ عَرَفَا أَنَّهُ وَادِي رُكَانَةَ لا يَكَادُ يُخْطِئُهُ ، فَخَرَجَا فِي طَلَبِهِ وَأَشْفَقَا أَنْ يَلْقَاهُ رُكَانَةُ فَيَقْتُلُهُ ، فَجَعَلا يتَصَاعَدَانِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ وَيَتَشَوَّفَانِ لَهُ ، إِذْ نَظَرَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا ، فَقَالا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، كَيْفَ تَخْرُجُ إِلَى هَذَا الْوَادِي وَحْدَكَ وَقَدْ عَرَفْتَهُ أَنَّهُ جِهَةُ رُكَانَةَ وَأَنَّهُ مِنْ أَفْتَكِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ تَكْذِيبًا لَكَ ؟ فَضَحِكَ إِلَيْهِمَا ، ثُمَّ قَالَ : أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ لِي : وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ سورة المائدة آية 67 ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصِلُ إِلَيَّ وَاللَّهُ مَعِي ، وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُهُمَا حَدِيثَ رُكَانَةَ وَالَّذِي فَعَلَ بِهِ وَالَّذِي أَرَاهُ ، فَعَجِبَا مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَرَعْتَ رُكَانَةَ ؟ فَلا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا وَضَعَ إِنْسَانٌ جَنْبَهُ قَطُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ رَبِّي فَأَعَانَنِي عَلَيْهِ " وَإِنَّ رَبِّي أَعَانَنِي بِبِضْعِ عَشْرَةَ وَبِقُوَّةِ عَشَرَةٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي أُمَامَةَ

صحابي

الْقَاسِمِ

ثقة

أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ

منكر الحديث

أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ

صدوق حسن الحديث

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ أَبُو عَرُوبَةَ

ثقة إمام حافظ

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ

ثقة مأمون