حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، قَالَ : ثنا وُهَيْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، قَالَ : ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، قَالَ : كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ فَتًى مِنَ الْقَوْمِ لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَخَدَمْتُهُ وَلَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ . فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيْلَةَ الأَحْزَابِ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، لَمْ أَرَ كَذَلِكَ الْبَرْدِ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ بَرْدًا أَشَدَّ مِنْهُ ، فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ ، فَقَالَ : أَلا رَجُلٌ يَذْهَبُ إِلَى هَؤُلاءِ فَيَأْتِيَنَا بِخَبَرِهِمْ فَأُدْخِلَهُ مَدْخَلِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَمَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ وَأُسْكِتُوا ، ثُمَّ عَادَ ، فَأُسْكِتُوا ، فَقَالَ : يَا حُذَيْفَةُ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ ، فَقُمْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَإِنَّ جَنْبَيَّ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْبَرْدِ ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَوَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ : " اذْهَبْ إِلَى هَؤُلاءِ فَأْتِنَا بِخَبَرِهِمْ وَلا تُحْدِثَنَّ حَدَثًا حَتَّى تَرْجِعَ " . ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ ، حَتَّى يَرْجِعَ " . قَالَ : فَلأَنْ يَكُونَ أَرْسَلَنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . قَالَ : فَأَخَذْتُ سَيْفِي وَقَوْسِي ، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيَّ أَحْلاسِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَمْشِي نَحْوَهُمْ كَأَنِّي أَمْشِي فِي حَمَّامٍ ، فَوَجَدْتُهُمْ قَدْ أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ وَقُطِعَتْ أَطْنَابُهُمْ . . قَالَ : وَأَبُو سُفْيَانَ رَأَيْتُهُ قَاعِدًا يَصْطَلِي عِنْدَ نَارٍ لَهُ ، فَضَرَبْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، قَالَ : وَكَانَ حُذَيْفَةُ رَامِيًا ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تُحْدِثَنَّ حَدَثًا حَتَّى تَرْجِعَ ، فَرَدَدْتُ سَهْمِي فِي كِنَانَتِي ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَلا إِنَّ فِيكُمْ عَيْنًا لِلْقَوْمِ ، لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ ، فَأَخَذْتُ بِيَدِ جَلِيسِي ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَعْرِفُنِي ؟ أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، فَإذَا رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَكَأَنِّي أَمْشِي فِي حَمَّامٍ ، فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُ ، ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ ، فَذَهَبَ عَنِّي الدِّفْءُ ، فَأَدْنَانِي فَأَنَامَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَأَلْقَى عَلَيَّ طَرَفَ ثَوْبِهِ ، فَإِنِّي كُنْتُ لأَلْصِقُ صَدْرِي بِطَرَفِ قَدَمَيْهِ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا هَزَمَ اللَّهُ الأَحْزَابَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا سورة الأحزاب آية 9 الآيَةَ . قَالَ الشَّيْخُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : وَفِي إِرْسَالِ اللَّهِ الرِّيحَ عَلَيْهِمُ الْمُسْقِطَةَ لِفَسَاطِيطِهِمْ وَخِيَمِهِمْ فَعَجَزُوا عَنْ إِمْسَاكِ خِيَمِهِمْ وَخُيُولِهِمْ ، فَصَرَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُغْتَاظِينَ مَوْتُورِينَ مُنْهَزِمِينَ ، فَكَانَتِ الرِّيحُ عَذَابًا عَلَيْهِمْ وَنُصْرَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |
أَبِيهِ | يزيد بن شريك التيمي | ثقة |
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ | إبراهيم بن يزيد التيمي | ثقة يرسل |
أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ | سعيد بن المرزبان البقال | ضعيف الحديث |
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | خالد بن عبد الله الطحان | ثقة ثبت |
وُهَيْبُ بْنُ بَقِيَّةَ | وهبان بن بقية الواسطي / ولد في :155 / توفي في :239 | ثقة |
الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ | الحسين بن إسحاق التستري | ثقة |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |