حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، ثنا أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، ثنا أَبُو الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، ذَكَرَ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ وَهِيَ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، قَالَ : " فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَقْعًا مِنْ طَرِيقِ عُسْفَانَ ، سَرَّحَ النَّاسُ ظُهُورَهُمْ وَأَخَذَتْهُمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ أَشْفَقَ النَّاسُ مِنْهَا ، وَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا شَأْنُ هَذِهِ الرِّيحِ ؟ فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَاتَ الْيَوْمَ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ ، وَلِذَلِكَ عَصَفَتْ ، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهَا بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَكَانَ مَوْتُهُ غَائِظًا لِلْمُنَافِقِينَ " ، فَسَكَنَتِ الرِّيحُ آخِرَ النَّهَارِ ، فَجَمَعَ النَّاسُ ظَهْرَهُمْ وَفُقِدَتْ رَاحِلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَعَى لَهَا الرِّجَالُ يَلْتَمِسُونَهَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ : أَيْنَ يَسْعَى هَؤُلاءِ ؟ قَالَ أَصْحَابُهُ : يَلْتَمِسُونَ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلَّتْ . فَقَالَ الْمُنَافِقُ : أَفَلا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ رَاحِلَتِهِ ؟ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا : قَاتَلَكَ اللَّهُ ، نَافَقْتَ ، فَلِمَ خَرَجْتَ وَهَذَا فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : خَرَجْتُ لأُصِيبَ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَعَمْرِي إِنَّ مُحَمَّدًا يُخْبِرُنَا بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ شَأْنِ النَّاقَةِ . فَسَبَّهُ أَصْحَابُهُ ، وَقَالُوا : وَاللَّهِ لا نَكُونُ مِنْكَ بِسَبِيلٍ ، وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّ هَذَا فِي نَفْسِكَ مَا صَحِبْتَنَا سَاعَةً . فَمَكَثَ الْمُنَافِقُ مَعَهُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَ وَتَرَكَهُمْ ، فَعَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ الْحَدِيثَ ، فَوَجَدَ اللَّهَ قَدْ حَدَّثَهُ حَدِيثَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُنَافِقُ يَسْمَعُ : إِنَّ رَجُلا مِنَ الْمُنَافِقِينَ شَمِتَ أَنْ ضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَفَلا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ رَاحِلَتِهِ ؟ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَدَّثَنِي بِمَكَانِهَا ، وَلا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ، وَإِنَّهَا فِي هَذَا الشِّعْبِ الْمُقَابِلِ لَهُمْ قَدْ تَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ . فَجَاءُوا بِهَا ، وَأَقْبَلَ الْمُنَافِقُ ، حَتَّى أَتَى النَّفَرَ الَّذِينَ قَالَ عِنْدَهُمْ مَا قَالَ ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ وَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَكَانِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ قَامَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ أَوْ أَتَى مُحَمَّدًا وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قُلْتُ ؟ فَقَالُوا : اللَّهُمَّ لا ، وَلا قُمْنَا مِنْ مَجْلِسِنَا هَذَا بَعْدُ . قَالَ : فَإِنِّي وَجَدْتُ عِنْدَ الْقَوْمِ حَدِيثِي ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلا الْيَوْمَ ، وَإِنْ كُنْتُ فِي شَكٍّ مِنْ شَأْنِهِ ، فَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ . فَزَعَمُوا أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاعْتَرَفَ بِذَنَبِهِ ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ " . وَفِي رِوَايَةِ حَبِيبِ بْنِ الْحَسَنِ : فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَجَدُوا رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ أَحَدُ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الْيَهُودِ وَكَهْفًا لِلْمُنَافِقِينَ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
أَبُو الأَسْوَدِ | محمد بن عبد الرحمن الأسدي / توفي في :131 | ثقة |
ابْنُ لَهِيعَةَ | عبد الله بن لهيعة الحضرمي / ولد في :97 / توفي في :174 | ضعيف الحديث |
أَبِي | عمرو بن خالد الحراني / توفي في :229 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ | محمد بن عمرو الحراني / توفي في :292 | مجهول الحال |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |