القول فيما اوتي داود عليه السلام


تفسير

رقم الحديث : 521

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ وَكِيلُ دَعْلَجٍ ، مِنْ كِتَابِهِ فِيمَا أَرَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارِئُ ، قَالَ : ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى السَّرِيُّ ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ وَعَمْرٍو وَسَعِيدٍ وَالنَّضْرِ ، عَنِ ابْنِ الرُّفَيْلِ ، " لَمَّا نَزَلَ سَعْدٌ بِهَرْ شِيرَ وَهِيَ الْمَدِينَةُ الدُّنْيَا ، طَلَبَ السُّفُنَ لِيَعْبُرَ بِالنَّاسِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْقُصْوَى ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى شَيْءٍ ، وَوَجَدَهُمْ قَدْ ضَمُّوا السُّفُنَ ، فَأَقَامُوا بِهَرْشِيرَ أَيَّامًا مِنْ صَفَرَ يُرِيدُونَهُ عَلَى الْعُبُورِ ، فَيَمْنَعُهُ الإِبْقَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى أَتَاهُ أَعْلاجٌ فَدَلُّوهُ عَلَى مَخَاضَةٍ تُخَاضُ إِلَى صُلْبِ الْوَادِي ، فَأَبَى وَتَرَدَّدَ عَنْ ذَلِكَ ، وَفَجَعَهُمُ الْمَدُّ ، فَرَأَى رُؤْيَا أَنَّ خيولَ الْمُسْلِمِينَ اقْتَحَمَتْهَا فَعَبَرَتْ ، وَقَدْ أَقْبَلَتْ مِنَ الْمَدِّ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، فَعَزَمَ لِتَأْوِيلِ رُؤْيَاهُ عَلَى الْعُبُورِ ، فَجَمَعَ سَعْدٌ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ عَدُوَّكُمْ قَدِ اعْتَصَمَ مِنْكُمْ بِهَذَا الْبَحْرِ , فَلا تَخْلُصُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَخْلُصُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا شَاءُوا ، فَيُنَاوِشُونَكُمْ فِي سُفُنِهِمْ وَلَيْسَ وَرَاءَكُمْ شَيْءٌ ، تَخَافُونَ أَنْ تُؤْتَوْا مِنْهُ ، وَإِنِّي قَدْ عَزَمْتُ عَلَى قَطْعِ هَذَا الْبَحْرِ إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا جَمِيعًا : عَزَمَ اللَّهُ لَنَا وَلَكَ عَلَى الرُّشْدِ فَافْعَلْ ، فَنَدَبَ سَعْدٌ النَّاسَ إِلَى الْعُبُورِ ، فَقَالَ : مَنْ يَبْدَأُ وَيَحْمِي لَنَا الْفُرَاضَ حَتَّى يَتَلاحَقَ بِهِ النَّاسُ لِكَيْلا يَمْنَعُوهُمْ مِنَ الْخُرُوجِ ، فَانْتَدَبَ لَهُ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ ، وَانْتَدَبَ بَعْدَهُ سِتُّ مِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّجَدَاتِ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَاصِمًا ، فَسَارَ عَاصِمٌ فِيهِمْ حَتَّى وَقَفَ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَنْتَدِبُ مَعِي نَمْنَعُ الْفَرَاضَ مِنْ عَدُوِّكُمْ ؟ فَانْتَدَبَ لَهُ سِتُّونَ مِنْهُمْ ، فَجَعَلَهُمْ نِصْفَيْنِ عَلَى خُيُولٍ إِنَاثٍ وَذُكُورٍ لِيَكُونَ أَسَاسٌ لِعَوْمِ الْخَيْلِ ، ثُمَّ اقْتَحَمُوا دِجْلَةَ ، فَلَمَّا رَأَى سَعْدٌ عَاصِمًا عَلَى الْفَرَاضِ قَدْ مَنَعَهَا ، أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الاقْتِحَامِ ، وَقَالَ : قُولُوا : نَسْتَعِينُ بِاللَّهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ , لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , وَتَلاحَقَ عَظْمُ الْجُنْدِ ، فَرَكِبُوا اللُّجَّةَ , وَإِنَّ دِجْلَةَ لَتَرْمِيَ بِالزَّبَدِ ، وَإِنَّهَا لَمُسْوَدَّةٌ , وَإِنَّ النَّاسَ لَيَتَحَدَّثُونَ فِي عَوْمِهِمْ وَقَدِ اقْتَرَبُوا كَمَا يَتَحَدَّثُونَ فِي سَيْرِهِمْ عَلَى الأَرْضِ ، فَفَجَئُوا أَهْلَ فَارِسَ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِمْ ، فَأَجْهَضُوهُمْ وَأَعْجَلُوهُمْ عَلَى حَمْلِ أَمْوَالِهِمْ , وَدَخَلَهَا الْمُسْلِمُونَ فِي صَفَرَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ مَا بَقِيَ فِي بُيُوتِ كِسْرَى مِنَ الثَّلاثَةِ آلافِ أَلْفِ أَلْفٍ ، وَمَا جَمَعَ شِيرَوَيْهِ وَمَنْ بَعْدَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.