حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابُلُتِّيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " فَكَانَ مِنْ دَلالاتِ حَمْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ كُلَّ دَابَّةٍ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ ، نَطَقَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَقَالَتْ : حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ أَمَانُ الدُّنْيَا وَسِرَاجُ أَهْلِهَا ، وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَلا قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إِلا حُجِبَتْ عَنْ صَاحِبَتِهَا , وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَنَةِ مِنْهَا ، وَلَمْ يَكُنْ سَرِيرُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا إِلا أَصْبَحَ مَنْكُوسًا ، وَالْمَلِكُ مُخْرَسًا لا يَنْطِقُ يَوْمَهُ ذَلِكَ ، وَمَرَّتْ وُحُوشُ الْمَشْرِقِ إِلَى وُحُوشِ الْمَغْرِبِ بِالْبُشَارَاتِ , وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْبِحَارِ يُبَشِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِهِ نِدَاءٌ فِي الأَرْضِ وَنِدَاءٌ فِي السَّمَاءِ : أَنْ أَبْشِرُوا ؛ فَقَدْ آنَ لأَبِي الْقَاسِمِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الأَرْضِ مَيْمُونًا مُبَارَكًا ، فَكَانَتْ أُمُّهُ تُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهَا ، وَتَقُولُ : أَتَانِي آتٍ حِينَ مَرَّ بِي مِنْ حَمْلِهِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ ، فَوَكَزَنِي بِرِجْلِهِ فِي الْمَنَامِ ، وَقَالَ : يَا آمِنَةُ ، قَدْ حَمَلْتِ بِخَيْرِ الْعَالَمِينَ طُرًّا فَإِذَا وَلَدْتِيهِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا وَاكْتُمِي شَأْنَكِ . قَالَ : فَكَانَتْ تَقُولُ : لَقَدْ أَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِي أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ ذَكَرٌ وَلا أُنْثَى ، وَإِنِّي لَوَحِيدَةٌ فِي الْمَنْزِلِ وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي طَوَافِهِ ، قَالَتْ : فَسَمِعْتُ وَجْبَةً شَدِيدَةً وَأَمْرًا عَظِيمًا ، فَهَالَنِي ذَلِكَ وَذَلِكَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّهُ جَنَاحُ طَيْرٍ أَبْيَضَ قَدْ مَسَحَ عَلَى فُؤَادِي فَذَهَبَ عَنِّي كُلُّ رُعْبٍ وَكُلُّ فَزَعٍ وَوَجَعٍ كُنْتُ أَجِدُهُ , ثُمَّ الْتَفَتُّ ، فَإِذَا أَنَا بِشَرْبَةٍ بَيْضَاءَ وَظَنَنْتُهَا لَبَنًا , وَكُنْتُ عَطْشَى , فَتَنَاوَلْتُهَا فَشَرِبْتُهَا ، فَأَضَاءَ مِنِّي نُورٌ عَالٍ , ثُمَّ رَأَيْتُ نِسْوَةً كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ كَأَنَّهُنَّ بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُحَدِّقْنَ بِي ، فَبَيْنَا أَنَا أَعْجَبُ وَأَقُولُ : وَاغَوْثَاهُ ، مِنْ أَيْنَ عَلِمْنَ بِي هَؤُلاءِ ، وَاشْتَدَّ بِيَ الأَمْرُ وَأَنَا أَسْمَعُ الْوَجْبَةَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ أَعْظَمَ وَأَهْوَلَ ، فَإِذَا أَنَا بِدِيبَاجٍ أَبْيَضَ قَدْ مُدَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ : خُذُوهُ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ ، قَالَتْ : وَرَأَيْتُ رِجَالا قَدْ وَقَفُوا فِي الْهَوَاءِ بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ فِضَّةٍ ، وَأَنَا يَرْشَحُ مِنِّي عَرَقٌ كَالْجُمَانِ ، أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ ، وَأَنَا أَقُولُ : يَا لَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَدْ دَخَلَ عَلَيَّ ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَنِّي نَاءٍ ، قَالَتْ : فَرَأَيْتُ قِطْعَةً مِنَ الطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ حَيْثُ لا أَشْعُرُ حَتَّى غَطَّتْ حُجْرَتِي مَنَاقِيرُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ وَأَجْنِحَتُهَا مِنَ الْيَوَاقِيتِ ، فَكَشَفَ لِي عَنْ بَصَرِي فَأَبْصَرْتُ سَاعَتِي مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا , وَرَأَيْتُ ثَلاثَ أَعْلامٍ مَضْرُوبَاتٍ : عَلَمٌ فِي الْمَشْرِقِ , وَعَلَمٌ فِي الْمَغْرِبِ , وَعَلَمٌ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ ، وَأَخَذَنِي الْمَخَاضُ وَاشْتَدَّ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا ، فَكُنْتُ كَأَنِّي مُسْتَنِدَةٌ إِلَى أَرْكَانِ النِّسَاءِ , وَكَثُرْنَ عَلَيَّ حَتَّى كَأَنَّ الأَيْدِي مَعِي فِي الْبَيْتِ وَأَنَا لا أَرَى شَيْئًا ، فَوَلَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ بَطْنِي ، دُرْتُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَنَا بِهِ سَاجِدٌ قَدْ رَفَعَ إِصْبَعَيْهِ كَالْمُتَضَرِّعِ الْمُبْتَهِلِ ، ثُمَّ رَأَيْتُ سَحَابَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ تَنْزِلُ حَتَّى غَشِيَتْهُ ، فَغُيِّبَ عَنْ وَجْهِي ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي يَقُولُ : طُوفُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْقَ الأَرْضِ وَغَرْبَهَا وَأَدْخِلُوهُ الْبِحَارَ كُلَّهَا ؛ لِيَعْرِفُوهُ بِاسْمِهِ وَنَعْتِهِ وَصُورَتِهِ وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ سُمِّيَ فِيهَا الْمَاحِيَ ؛ لا يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الشِّرْكِ إِلا مُحِيَ بِهِ فِي زَمَنِهِ ، ثُمَّ تَجَلَّتْ عَنْهُ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ ، فَإِذَا بِهِ مُدْرَجٌ فِي ثَوْبٍ صُوفٍ أَبْيَضَ أَشَدِّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَتَحْتَهُ حَرِيرَةٌ خَضْرَاءُ قَدْ قَبَضَ عَلَى ثَلاثِ مَفَاتِيحَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ الأَبْيَضِ ، وَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ : قَبَضَ مُحَمَّدٌ عَلَى مَفَاتِيحِ النَّصْرِ ، وَمَفَاتِيحِ الرِّيحِ ، وَمَفَاتِيحِ النُّبُوَّةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِيهِ | عمرو بن شرحبيل الأنصاري | صدوق حسن الحديث |
سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ | سعيد بن عمرو الأنصاري | ثقة |
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ | أبو بكر بن أبي مريم الغساني | ضعيف الحديث |
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابُلُتِّيُّ | يحيى بن عبد الله البابلتي / ولد في :148 / توفي في :218 | ضعيف الحديث |
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ | عمر بن محمد المقرئ / توفي في :352 | مقبول |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |