الفصل الواحد والثلاثون في رواية خبرين يشتملان على جمل من صفاته البديعة واخلاقه الحميد...


تفسير

رقم الحديث : 578

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلامٍ ، يَقُولُ : الْمُشَذَّبُ : الْمُفْرِطُ فِي الطُّولِ ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَ جَرِيرٌ : أَلْوَى بِهَا شَذْبُ الْعُرُوقِ مُشَذَّبٌ فَكَأَنَّمَا وَكَنَتْ عَلَى طِرْبَالِ قَوْلُهُ : رَجِلُ الشَّعَرِ : الَّذِي لَيْسَ بِالسَّبِطِ ، الَّذِي لا تَكَسُّرَ فِيهِ ، الْقَطَطُ : الشَّدِيدُ الْجُعُودَةِ ، يَقُولُ : هُوَ جَعْدٌ بَيْنَ هَذَيْنِ ، وَالْعَقيصَةُ : الشَّعَرُ الْمَعْقُوصُ ، وَهُوَ نَحْوٌ مِنَ الْمَظْفُورِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رضي الله عنه : مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَوْ ظَفَّرَ فَعَلَيْهِ الْحَلْقُ ، وَقَوْلُهُ : أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغُ : الزَّجَجُ فِي الْحَوَاجِبِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا تَقَوُّسٌ مَعَ طُولٍ فِي أَطْرَافِهَا ، وَهُوَ السُّبُوغُ فِيهَا . قَالَ جَمِيلُ بْنُ مُعَمِّرٍ : إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا وَقَوْلُهُ : فِي غَيْرِ قَرَنٍ : الْقَرَنُ : الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ حَتَّى يَتَّصِلا ، يَقُولُ : لَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنْ بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ ، يُقَالَ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ : أَبْلَجُ ، وَذَكَرَ أَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَحِبُّ هَذَا ، وَقَوْلُهُ : بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ ، يَقُولُ : إِذَا دُرَّ الْعِرْقُ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ وَدُرُورُهُ غِلَظُهُ وَنُتُؤُهُ وَامْتِلاؤُهُ ، قَوْلُهُ : أَقْنَى الْعِرْنِينِ يَعْنِي : الأَنْفُ يَكُونُ فِيهِ دِقَّةٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ فِي قَصَبَتِهِ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَجُلٌ أَقْنَى وَامْرَأَةُ قَنْيَاءُ ، وَالأَشَمُّ أَنْ يَكُونَ الأَنْفُ لا قَنَا فِيهِ ، وَقَوْلُهُ : كَثُّ اللِّحْيَةِ : الْكُثُوثَةُ أَنْ تَكُونَ اللِّحْيَةُ غَيْرَ دَقِيقَةٍ وَلا طَوِيلَةٍ ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَافَةٌ مِنْ غَيْرِ عِظَمٍ وَلا طُولٍ ، وَقَوْلُهُ : ضَلِيعُ الْفَمِ : أَحْسَبُهُ يَعْنِي خَلَّةً فِي الشَّفَتَيْنِ ، وَقَوْلُهُ : أَشْنَبَ الأَشْنَبُ : هُوَ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ رِقَّةٌ وَتَحَدُّدٌ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَجُلٌ أَشْنَبُ وَامْرَأَةٌ شَنْبَاءُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ : لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ وَفِي الثَّنَايَا وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ وَالْمفَلَجُ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ تَفَرُّقٌ ، وَالْمَسْرُبَةُ : الشَّعَرُ بَيْنَ اللَّبَّةِ إِلَى السُّرَّةِ ، شَعَرٌ يَجْرِي كَالْخَطِّ ، قَالَ الأَعْشَى : الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي وَعَضَضْتُ مِنْ نَابِي عَلَى جِذْمِ وَقَوْلُهُ : جِيدُ دُمْيَةٍ : الْجِيدُ : الْعُنُقُ ، وَالدُّمْيَةُ : الصُّورَةُ ، وَقَوْلُهُ : ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْكَرَادِيسِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ الْعِظَامُ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ عَظِيمُ الأَلْوَاحِ ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْكَرَادِيسَ رُءُوسَ الْعِظَامِ ، وَالْكَرَادِيسُ فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ : الزِّنْدَانُ الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِي السَّاعِدَيْنِ الْمُتَّصِلانِ بِالْكَفَّيْنِ ، وَصَفَهُ بِطُولِ الذِّرَاعِ سَبِطُ الْقَصَبِ : الْقَصَبُ : كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخٍّ ، مِثْلُ الْعَضُدَيْنِ وَالذِّرَاعَيْنِ ، وَسُبُوطُهَا : امْتِدَادُهَا ، وَصَفَهُ بِطُولِ الْعِظَامِ ، وَقَوْلُهُ : شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ : يُرِيدُ أَنَّ فِيهِمَا بَعْضَ الْغِلَظِ ، وَالأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ فِي بَاطِنِهَا مَا بَيْنَ صَدْرِهَا وَعَقِبِهَا ، وَهُوَ الَّذِي لا يَلْصَقُ بِالأَرْضِ مِنَ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوَطْئِ . قَالَ الأَعْشَى يَصِفُ امْرَأَةً بِإِيطَائِهَا فِي الْمَشْيِ : كَأَنَّ أَخْمَصَهَا بِالشَّوْكِ مُنْتَعِلُ وَقَوْلُهُ : خُمْصَانُ الأَخْمَصَيْنِ : يَعْنِي أَنَّ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنْ قَدَمَيْهِ فِيهِ تَجَافٍ عَنِ الأَرْضِ وَارْتِفَاعٌ ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ خُمُوصَةِ الْبَطْنِ ، وَهِيَ ضَمْرَةٌ ، وَمِنْهُ يُقَالُ : رَجُلٌ خُمْصَانُ وَامْرَأَةٌ خُمْصَانَةٌ . وَقَوْلُهُ : مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ : يَعْنِي أَنَّهُمَا مُتَسَاوِيَتَانِ مَلْسَاوَانِ ، لَيْسَ فِي ظُهُورِهَا تَكَسُّرٌ ، وَلِهَذَا قَالَ : يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ : يَعْنِي أَنَّهُ لا ثَبَاتَ لِلْمَاءِ عَلَيْهِمَا ، وَقَوْلُهُ : إِذَا خَطَا تَكَفَّأَ : يَعْنِي التَّمَايُلَ ، أَخَذَهُ مِنْ تَكَفِّي السُّفُنِ ، وَقَوْلُهُ : ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ : يَعْنِي وَاسِعَ الْخُطَى ، كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ ، أُرَاهُ يُرِيدُ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، غَاضٌّ بَصَرَهُ لا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْمُنْحَطُّ فَسَّرَهُ ، فَقَالَ : خَافِضُ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَوْلُهُ : إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا : يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَلْوِي عُنُقَهُ دُونَ جَسَدِهِ ، فَإِنَّ فِيهِ بَعْضَ الْخِفَّةِ وَالطَّيْشِ ، وَقَوْلُهُ : دَمِثٌ : وَهُوَ اللَّيِّنُ السَّهْلُ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ : دَمْثٌ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَالَ إِلَى دَمْثٍ ، وَقَوْلُهُ : أَعْرَضَ وَأَشَاحَ : الإِشَاحَةُ : الْجَدُّ ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَذَرَ ، وَقَوْلُهُ : يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ : الافْتِرَارُ : أَنْ تُكَشِّرَ الأَسْنَانَ ضَاحِكَةً مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ ، وَحَبُّ الْغَمَامِ : الْبَرَدُ شَبَّهَ بِهِ بَيَاضَ أَسْنَانِهِ ، قَالَ جَرِيرٌ : تَجْرِي السِّوَاكُ عَلَى أَغَرَّ كَأَنَّهُ بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ مُتُونِ غَمَامِ وَقَوْلُهُ : يَدْخُلُونَ رُوَّادًا : الرُّوَّادُ : الطَّالِبُونَ وَاحِدُهُمْ رَائِدٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : الرَّائِدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ . وَقَوْلُهُ : لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ : يَعْنِي عُدَّةٌ قَدْ أُعِدَّ لَهُ ، لا يُوَطِّنُ الأَمَاكِنَ ، أَيْ لا يَجْعَلُ لِنَفْسِهِ مَوْضِعًا يُعْرَفُ ، إِنَّمَا يَجْلِسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَهَى أَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ ، وَقَوْلُهُ : لا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ ، يَقُولُ : لا يُوصَفُ فِيهِ النِّسَاءُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ .

الرواه :

الأسم الرتبة