عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الْآخَرَ قَدْ زَنَى ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ ؛ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْآخَرَ قَدْ زَنَى ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَصْحَابَهُ : هَلْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ ، فَانْطَلَقَ بِهِ ، فَرُجِمَ بِالْحِجَارَةِ ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ الْقَتْلُ ، انْصَرَفَ إِلَى مَكَانٍ كَثِيرِ الْحِجَارَةِ ، فَقَامَ فِيهِ فَأَتَاهُ الْمُسْلِمُونَ ، فَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَلَّا خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ ، وَقَالَ قَائِلٌ : إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَكُونَ تَوْبَةً ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَهُ طَمِعُوا فِيهِ ، فَسَأَلُوهُ مَا يُصْنَعُ بِجَسَدِهِ ؟ قَالَ : اصْنَعُوا بِهِ مَا تَصْنَعُونَ بِمَوْتَاكُمْ مِنَ الْكَفَنِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَالْمَدْفَنِ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " ، وَفِي رِوَايَةٍ ، قَالَ : " أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقَرَّ بِالزِّنَا فَرَدَّهُ ، ثُمَّ عَادَ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا فَرَدَّهُ ، ثُمَّ عَادَ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا الرَّابِعَةَ ؛ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ فِي مَوْضِعٍ قَلِيلِ الْحِجَارَةِ ، قَالَ : فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ الْمَوْتُ ، فَانْطَلَقَ يَسْعَى إِلَى مَوْضِعٍ كَثِيرِ الْحِجَارَةِ ، وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ فَرَجَمُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ ، ثُمَّ ذَكَرُوا شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْلَا خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ ، قَالَ : فَاسْتَأْذَنَ قَوْمُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَفْنِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ، قَالَ : وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ قُبِلَ مِنْهُمْ " . وَفِي رِوَايَةٍ ، قَالَ : " لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ أَنْ يُرْجَمَ قَامَ فِي مَوْضِعٍ قَلِيلِ الْحِجَارَةِ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ الْقَتْلُ ، فَذُهِبَ بِهِ مَكَانًا كَثِيرَ الْحِجَارَةِ ، وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ حَتَّى رَجَمُوهُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَلَا خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ ! ؟ " وَفِي رِوَايَةٍ ، قَالَ : لَمَّا هَلَكَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ بِالرَّجْمِ ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : مَاعِزٌ أَهْلَكَ نَفْسَهُ . وَقَالَ قَائِلٌ : تَابَ . فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَقُبِلَ مِنْهُ ، أَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ " . وَفِي رِوَايَةٍ ، قَالَ : جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي زَنَيْتُ فَأَقِمِ الْحَدَّ عَلَيَّ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَفَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُعْرِضُ عَنْهُ ، فَقَالَ فِي الرَّابِعَةِ : أَنْكَرْتُمْ مِنْ عَقْلِ هَذَا شَيْئًا ؟ قَالُوا : مَا نَعْلَمُ إِلَّا عَاقِلًا ، وَمَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا ، قَالَ : فَاذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ ، قَالَ : فَذَهَبُوا بِهِ فِي مَكَانٍ قَلِيلِ الْحِجَارَةِ ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ جَزِعَ ، قَالَ : فَخَرَجَ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى الْحَرَّةَ ، فَثَبَتَ لَهُمْ ، قَالَ : فَرَجَمُوهُ بِجَلَامِيدِهَا حَتَّى سَكَتَ ، قَالَ : فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاعِزٌ حِينَ أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ جَزِعَ ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْلَا خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ ؟ ! قَالَ : فَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمْرِهِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : هَلَكَ مَاعِزٌ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : بَلْ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ لَقُبلَ مِنْهُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا نَصْنَعُ ؟ قَالَ : " اصْنَعُوا مَا تَصْنَعُونَ بِمَوْتَاكُمْ مِنَ الْغُسْلِ وَالْكَفَنِ وَالْحَنُوطِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَالدَّفْنِ " . وَقَدْ رُوِيَ الْحَدِيثُ بِرِوَايَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | بريدة بن الحصيب الأسلمي / توفي في :63 | صحابي |
ابْنِ بُرَيْدَةَ | سليمان بن بريدة الأسلمي | ثقة |
عَلْقَمَةَ | علقمة بن مرثد الحضرمي / توفي في :119 | ثقة |