حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبْعِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ " خَرَجْتُ أَنَا وَأُمَيَّةُ بْنُ الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ ، تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلا أَخَذَ أُمَيَّةُ . . . عَلَيْنَا فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى فَجَاءُوهُ وَأَهْدُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا ، وَقَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي عِلْمٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَنَاهَى عِلْمَ الْكِتَابِ تَسْأَلُهُ ؟ قُلْتُ : لا إِرْبَ لِي فِيهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أُحِبُّ لا أَثِقُ بِهِ ، وَلَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لأَوْحَشَنَّ مِنْهُ ، قَالَ : فَذَهَبَ وَخَالَفَهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى فَدَخَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ عَلَى دِينِهِ ، قَالَ : وَإِنْ فَاتَكَ تَسْمَعُ مِنْهُ عَجَبًا وَتَرَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : أَثَقَفِيٌّ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لا ، وَلَكِنْ قُرَشِيٌّ قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّيْخِ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُحِبُّكُمْ وَيُوصِي بِكُمْ ، قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ عِنْدَنَا وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ ، وَلا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوثَةً عَلَى صَبُوحِهِ ، مَا يُكَلِّمُنَا وَمَا نُكَلِّمَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : هَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هَمِّهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ : أَلا تَحَدَّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ حَدِيثٍ ؟ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لِشَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وَجِلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي ، قَالَ : قُلْتُ : وَهَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لأَمُوتَنَّ ثُمَّ لأُحْيَيَنَّ ، قَالَ : قُلْتُ : هَلْ أَنْتَ قَائِلٌ أَمَاتَنِي ؟ قَالَ : عَلَى مَاذَا ؟ قُلْتُ : عَلَى أَنَّكَ لا تُبْعَثُ وَلا تُحَاسَبُ ، قَالَ : فَضَحِكَ ثُمَّ ، قَالَ : بَلْ وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، لَنُبْعَثَنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبَنَّ ، وَلَيَدْخُلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ ، وَفَرِيقٌ النَّارَ ، قُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِي ، وَلا فِي نَفْسِهِ ، قَالَ : فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ يَعْجَبُ مِنِّي ، وَأَضْحَكُ مِنْهُ حَتَّى قَدِمْنَا غَوْطَةَ دِمَشْقَ ، فَبِعْنَا مَتَاعَنَا ، فَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ ، فَارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ ، وَأَهْدُوا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ وَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ ، مَا نَامَ وَلا قَامَ ، وَأَصْبَحَ حَزِينًا كَئِيبًا ، لا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، إِنْ شِئْتَ فَرُحْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ نَتَقَدَّمُ أَصْحَابَنَا ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْ ، فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : هَيَا صَخْرُ ، قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ ، قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ ، قَالَ : وَكَرِيمُ الطَّريَفَيْنِ وَسَطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَيْشٌ أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لا وَاللَّهِ ، مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : أَمَحْوُجٌ هُوَ ؟ قُلْتُ : لا ، بَلُ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ ، قَالَ : وَكَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ ، قَالَ : فَالشَّرَفُ وَالسِّنُّ وَالْمَالُ أَزَرِينَ بِهِ ، قُلْتُ : وَلِمَ ذَلِكَ يَزْرِي بِهِ ؟ لا جَرَمَ وَاللَّهِ ، بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَاضَّجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ ، قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ ، ثُمَّ رَحَلْنَا ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ، قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ ، قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ نَجِيبَتَيْنِ حَتَّى إِذَا أَبْرَزَنَا ، قَالَ : هَيَا صَخْرُ هِيهِ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قُلْتُ : هَيْهَا فِيهِ ؟ قَالَ : أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ ، إِنَّهُ لِيَفْعَلُ ، قَالَ : وَذُو مَالٍ ؟ قُلْتُ : وَذُو مَالٍ ، قَالَ : أَتَعْلَمُ قُرَيْشًا أَسْوَدَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ ، قَالَ : فَإِنَّ السِّنَّ ، وَالشَّرَفَ ، وَالْمَالَ أَزَرِينَ بِهِ ؟ قُلْتُ : كَلا وَاللَّهِ ، مَا أَزْرَى بِهِ ذَلِكَ ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا فَقُلْهُ ، قَالَ : لا تَذْكُرْ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي أَنِّي جِئْتُ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ ؟ قَالَ : " هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قُلْتُ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قَالَ : وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : فَأَصَابَنِي وَاللَّهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلَهُ قَطُّ ، وَخَرَجَ مِنْ يَدَيَّ فَوَفَّى الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ فَقُلْتُ : فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي ؟ قَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ دَخَلَ فِي الْكَهُولَةِ بُدُوُّ أَمْرِهِ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مَحُوجٌ ، كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ الْمَلائِكَةُ ، قُلْتُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ ثَلاثِينَ رَجْفَةً ، كُلُّهَا الْمُصِيبَةُ . . . . . رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قُلْتُ لَهُ : هَذَا وَاللَّهِ الْبَاطِلُ ، لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا . . . . شَرِيفًا " ، قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ ، إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ ، يَقُولُ : إِنَّ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ حَقٌّ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا فَسَأَلْنَاهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتْ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا ، وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : أَرَى وَاللَّهِ وَأَظُنُّ : أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ ، قَالَ : وَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا فَكُنْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ بَضَائِعِهِمْ ، ثُمَّ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهِنْدٌ عِنْدِي تِلاعِبُ صِبْيَانِهِمْ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقَامِي ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ ، ثُمَّ قَامَ فَقُلْتُ لِهِنْدٍ وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيُعْجِبُنِي مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلا وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي هَذَا عَنْ بِضَاعَتِهِ ، فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ أَوَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ؟ قُلْتُ وَفَزِعْتُ : مَا شَأْنُهُ ؟ قَالَتْ : يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ ، فَوَجَمْتُ حَتَّى قَالَتْ هِنْدٌ : مَا لَكَ ؟ فَانْتَبَهْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَاطِلُ ، لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، قَالَتْ : بَلَى وَاللَّهِ ، إِنَّهُ يَقُولُ ذَاكَ وَيُؤَاتَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً عَلَى دِينِهِ ، قُلْتُ : هَذَا الْبَاطِلُ ، قَالَ : وَخَرَجْتُ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا وَكَذَا وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَالَ : مَا تَشَاءُ ؟ قُلْتُ : هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : أَذْكُرُهُ ، قُلْتُ : وَقَدْ كَانَ ، قَالَ : وَمَنْ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ خَبَرَ هِنْدٍ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَتَصَبَّبَ عَرَقًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، لَعَلَّهُ أَنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ ، وَلَئِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لأُبْلِيَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا ، قَالَ : وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَالِكَ اسْتِهَالَةٌ ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ ، قَالَ : لَقَدْ كَانَ لَعَمْرِي ، قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُعْقَرُونَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ؟ قَالَ : فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسَ مِنَ النَّفَاسَةِ ، قَالَ الشَّيْخُ : حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ نَازِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ طُرَيْحٍ مُخْتَصَرًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | أبو سفيان بن حرب القرشي | صحابي |
مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |
مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ | مروان بن الحكم القرشي / ولد في :2 / توفي في :65 | صدوق حسن الحديث |
أَبِيهِ | إسماعيل بن سعيد الثقفي | صحابي |
أَبِي | طريح بن إسماعيل الثقفي | مقبول |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ | إسماعيل بن طريح الثقفي | مجهول الحال |
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ | محمد بن مسلمة المخزومي | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبْعِيُّ | عبد الله بن شبيب الربعي | متروك الحديث |
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ | علي بن عبد العزيز البغوي / توفي في :286 | ثقة |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |