حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْحَنْبَلِيُّ ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْمُنْكَدِرِيُّ ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " بَلَغَ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيٍّ مَخْرَجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ فَأَبَى قَوْمُهُ أَنْ يَدَعُوهُ ، وَقَالُوا : أَنْتَ كَبِيرُنَا لَمْ تَكُنْ لِتَخِفَّ إِلَيْهِ , قَالَ : فَلْيَأْتِ مَنْ يُبْلِغُهُ عَنِّي ، وَيُبْلِغُنِي عَنْهُ ، فَانْتُدِبَ رَجُلانِ ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : نَحْنُ رُسُلُ أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَهُوَ يَسْأَلُكَ مَنْ أَنْتَ ؟ وَمَا جِئْتَ بِهِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا مَنْ أَنَا ، فَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَمَّا مَا أَنَا فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَلا عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَةَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ سورة النحل آية 90 ، قَالُوا : ارْدُدْ عَلَيْنَا هَذَا الْقَوْلَ ، فَرَدَّدَهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَفِظُوهُ ، فَأَتَيَا أَكْثَمَ ، فَقَالَ : أَبَى أَنْ يَرْفَعَ نَسَبَهُ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ نَسَبِهِ فَوَجَدْنَاهُ زَاكِيَ النَّسَبِ ، وَاسِطًا فِي مُضَرَ ، وَقَدْ رَمَى إِلَيْنَا بِكَلِمَاتٍ قَدْ حَفِظْنَاهُنَّ ، فَلَمَّا سَمِعَهُنَّ أَكْثَمُ قَالَ : أَيْ قَوْمِ ، أَرَاهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ ، وَيَنْهَى عَنْ مَلائِمِهَا ، فَكُونُوا فِي هَذَا الأَمْرِ رُؤَسَاءَ ، وَلا تَكُونُوا فِيهِ أَذْنَابًا ، وَكُونُوا فِيهِ أَوَّلا ، وَلا تَكُونُوا فِيهِ آخِرًا ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَأَوْصَى حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، فَإِنَّهُ لا يَبْلَى عَلَيْهِمَا أَصْلٌ ، وَلا يُهْتَصُرُ عَلَيْهِمَا فَرْعٌ ، وَإِيَّاكُمْ وَنِكَاحَ الْحَمْقَاءِ ، فَإِنَّ صُحْبَتَهَا قَذَرٌ ، وَإِيَّاكُمْ وَأَعْيَانَ الإِبِلِ ، فَإِنَّ فِيهَا غِذَاءَ الصَّغِيرِ ، وَجَبْرَ الْكَسِيرِ ، وَفِكَاكَ الأَسِيرِ ، وَمَهْرَ الْكَرِيمَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ سُوءَ حَمْلِ الْغِنَى يُورَثُ مَرَحًا ، وَإِنَّ سُوءَ حَمْلِ الْفَقْرِ يَضَعُ الشَّرَفَ ، وَإِنَّ الْعُدْمَ عُدْمُ الْعَقْلِ لا عُدْمَ الْمَالِ ، وَإِنَّ الْوَحْشَةَ فِي ذَهَابِ الأَعْلامِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَقْتَلَ الرَّجُلِ بَيْنَ لِحْيَيْهِ ، يَا قَوْمُ لا تَكُونُوا كَالْوَالِهِ ، وَلا تَوَاكَلُوا الرِّفْدَ ، فَإِنَّ تَوَاكُلَ الرِّفْدِ عَلَمٌ لِلْخِذْلانِ ، وَدَاعِيَةٌ لِلْحِرْمَانِ ، وَمَنْ سَأَلَ فَوْقَ الْقَدْرِ اسْتَحَقَّ الْمَنْعَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ كَثِيرَ النُّصْحِ يَهْبِطُ عَلَى كَثِيرِ الظِّنَّةِ ، وَأَنَّ قَوْلَ الْحَقِّ لَمْ يَتْرُكْ لِي صِدْيقًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | عبد الملك بن عمير اللخمي / ولد في :33 / توفي في :136 | صدوق حسن الحديث |
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ | علي بن عبد الملك بن عمير | مجهول الحال |
عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ | عمر بن علي المقدمي / توفي في :190 | ثقة وكان يدلس كثيرا |
الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْمُنْكَدِرِيُّ | الحسن بن داود القرشي | مقبول |
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ | محمد بن يحيى البغدادي / ولد في :228 / توفي في :318 | ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْحَنْبَلِيُّ | محمد بن سيما النيسابوري / توفي في :348 | صدوق حسن الحديث |