حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الشُعَبِي ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، " أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُ النُّقَبَاءَ وَيُكَلِّمُونَهُ ، فَعَرَفَ صَوْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ وَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، هَذَا ابْنُ أَخِي وَهُوَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ صَدَّقْتُمُوهُ وَآمَنْتُمْ بِهِ وَأَرَدْتُمْ إِخْرَاجَهُ مَعَكُمْ ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسِي ، وَلا تَخْذِلُوهُ ، وَلا تَعْدُوهُ ، فَإِنَّ جِيرَانَكُمُ الْيَهُودُ وَهُمْ لَهُ عَدُوٌّ ، وَلا آمَنُ مَكْرَهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ : وَشَقَّ عَلَيْهِ قَوْلُ الْعَبَّاسِ حِينَ اتَّهَمَ عَلَيْهِ أَسْعَدَ وَأَصْحَابَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لَنَا فَلْنُجِبْهُ غَيْرَ مُخْشِنِينَ بِصَدْرِكَ ، وَلا مُتَعَرِّضِينَ بِشَيْءٍ مِمَّا تَكْرَهُ إِلا تَصْدِيقًا لإِجَابَتِنَا إِيَّاكَ ، وَإِيمَانًا بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِيبُوهُ غَيْرَ مُتَّهِمِينَ ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنَ زَرَارَةَ وَأَقْبَلَ عَلى النَبَّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولُ اللَّهُ ، إِنَّ لِكُلِّ دَعْوَةٍ سَبِيلا ، إِنْ لِينٌ ، وَإِنْ شِدَّةٌ ، وَقَدْ دَعَوْتَنَا الْيَوْمَ إِلَى دَعْوَةٍ مُتَهَجِّمَةٍ لِلنَّاسِ ، مُتَوَعِّرَةٍ عَلَيْهِمْ ، دَعَوْتَنَا إِلَى تَرْكِ دِينِنَا وَاتِّبَاعِكَ عَلَى دِينِكَ ، وَتِلْكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ فَأَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ ، وَدَعَوْتَنَا إِلَى قَطْعِ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ مِنَ الْجِوَارِ وَالأَرْحَامِ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ ، وَتِلْكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ فَأَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ ، وَدَعَوْتَنَا وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ فِي دَارِ عِزٍّ وَمَنَعَةٍ لا يَطْمَعُ فِينَا أَحَدٌ أَنْ يَرْأَسَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ غَيْرِنَا قَدْ أَفَرُّوهُ قَوْمُهُ ، وَأَسْلَمَهُ أَعْمَامُهُ ، وَتِلْكَ رُتْبَةٌ صَعْبَةٌ فَأَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ ، وَكُلُّ هَؤُلاءِ الرُّتَبِ مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ النَّاسِ إِلا مَنْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ عَلَى رُشْدِهِ ، وَالْتَمَسَ الْخَيْرَ فِي عَوَاقِبِهَا ، وَقَدْ أَجَبْنَاكَ إِلَى ذَلِكَ بِأَلْسِنَتِنَا وَصُدُورِنَا ، إِيمَانًا بِمَا جِئْتَ بِهِ ، وَتَصْدِيقًا مَعْرِفَةٍ تَثْبُتُ فِي قُلُوبِنَا ، نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ ، وَنُبَايِعُ اللَّهَ رَبَّنَا وَرَبَّكَ ، يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِينَا ، وَدِمَاؤُنَا دُونَ دَمِكَ ، وَأَيْدِينَا دُونَ يَدِكَ ، نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، وَنِسَاءَنَا ، فَإِنْ نَفِي بِذَلِكَ فَلِلَّهِ نَفِي ، وَنَحْنُ بِهِ أَسْعَدُ ، وَإِنْ نَغْدِرْ فَبِاللَّهِ نَغْدِرُ ، وَنَحْنُ بِهِ أَشْقَى ، هَذَا الصِّدْقُ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُعْتَرِضُ لَنَا بِالْقَوْلِ دُونَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ ، ذَكَرْتَ أَنَّهُ ابْنُ أَخِيكَ ، وَأَنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ ، فَنَحْنُ قَدْ قَطَعْنَا الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ ، وَذَا الرَّحِمِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَرْسَلَهُ مِنْ عِنْدِهِ ، لَيْسَ بِكَذَّابٍ ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ لا يُشْبِهُ كَلامَ الْبَشَرِ ، وَأَمَّا ذِكْرُكُ أَنَّكَ لا تَطْمَئِنُّ إِلَيْنَا فِي أَمْرِهِ حَتَّى تَأْخُذَ مَوَاثِيقَنَا ، فَهَذِهِ خَصْلَةٌ لا نُرُدُّهَا عَلَى أَحَدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخُذْ مَا شِئْتَ وَاشْتَرِطْ لِرَبِكَ مَا شِئْتَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ لِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَشْتَرِطُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَلِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ ، قَالُوا : فَذَلِكَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ | محمد بن عبد الله الزهري / توفي في :152 | صدوق له أوهام |
عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ | عقيل بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :60 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ | عبد الملك بن عمير اللخمي / ولد في :33 / توفي في :136 | صدوق حسن الحديث |
الشُعَبِي | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَارٍ | محمد بن إبراهيم بن بشار | مجهول الحال |
أَبِي | أحمد بن يزيد الرياحي | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ | محمد بن أحمد التميمي / توفي في :276 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ | محمد بن جعفر الأنباري / ولد في :267 / توفي في :360 | ثقة |