حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ ، أَنَا أَيُّوبُ هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ ، قَالَ : " كُنَّا بِحَاضِرٍ يَمُرُّ بِنَا النَّاسُ إِذَا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانُوا إِذَا رَجَعُوا مَرُّوا بِنَا فَأَخْبَرُونَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَذَا ، وَقَالَ : كَذَا ، وَكُنْتُ غُلَامًا حَافِظًا ، فَحَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ قُرْآنًا كَثِيرًا ، فَانْطَلَقَ أَبِي وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَعَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ ، وَقَالَ : يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ فَكُنْتُ أَقْرَأَهُمْ لِمَا كُنْتُ أَحْفَظُ ، فَقَدَّمُونِي فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ ، وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ لِي صَغِيرَةٌ ، فَكُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَكَشَّفَتْ عَنِّي ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ : وَارُوا عَنَّا عَوْرَةَ قَارِئِكُمْ ؟ فَاشْتَرَوْا لِي قَمِيصًا عُمَانِيًّا ، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ مَا فَرِحْتُ بِهِ فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ " . قَالَ عَلِيٌّ : فَهَذَا فِعْلُ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعَهُ ، لَا يُعْرَفُ لَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، مُخَالِفٌ فَأَيْنَ الْحَنَفِيُّونَ ، وَالْمَالِكِيُّونَ : الْمُشَنِّعُونَ بِخِلَافِ الصَّاحِبِ إِذَا وَافَقَ تَقْلِيدَهُمْ ؟ وَهُمْ أَتْرَكُ النَّاسِ لَهُ . لَا سِيَّمَا مَنْ ، قَالَ مِنْهُمْ : إِنَّ مَا لَا يُعْرَفُ فِيهِ خِلَافٌ : فَهُوَ إِجْمَاعٌ ، وَقَدْ وَجَدْنَا لِعَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ هَذَا : صُحْبَةً ، وَوِفَادَةً عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِيهِ . قَالَ عَلِيٌّ : وَأَمَّا نَحْنُ فَلَا حَاجَةَ عِنْدَنَا فِي غَيْرِ مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِقْرَارٍ ، أَوْ قَوْلٍ ، أَوْ عَمَلٍ ، وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَ هَذَا وَأَقَرَّهُ لَقُلْنَا بِهِ ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَأْتِ بِذَلِكَ أَثَرٌ فَالْوَاجِبُ عِنْدَ التَّنَازُعِ أَنْ يُرَدَّ مَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ إِلَى مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْنَا الرَّدَّ إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ : فَوَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ قَالَ : " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ " ، فَكَانَ الْمُؤَذِّنُ مَأْمُورًا بِالْأَذَانِ ، وَالْإِمَامُ مَأْمُورًا بِالْإِمَامَةِ ، بِنَصِّ هَذَا الْخَبَرِ . وَوَجَدْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ قَالَ : " إِنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَحْتَلِمَ " . فَصَحَّ أَنَّهُ غَيْرُ مَأْمُورٍ وَلَا مُكَلَّفٍ . فَإِذْ هُوَ كَذَلِكَ فَلَيْسَ هُوَ الْمَأْمُورُ بِالْأَذَانِ ، وَلَا بِالْإِمَامَةِ ، وَإِذْ لَيْسَ مَأْمُورًا بِهِمَا فَلَا يُجْزِئَانِ إِلَّا مِنْ مَأْمُورٍ بِهِمَا ، لَا مِمَّنْ لَمْ يُؤْمَرْ بِهِمَا ، وَمَنِ ائْتَمَّ بِمَنْ لَمْ يُؤْمَرْ أَنْ يُؤْتَمَّ بِهِ وَهُوَ عَالِمٌ بِحَالِهِ فَصَلَاتُهُ بَاطِلٌ ، فَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ ، وَظَنَّهُ رَجُلًا بَالِغًا : فَصَلَاةُ الْمُؤْتَمِّ بِهِ تَامَّةٌ ، كَمَنْ صَلَّى خَلْفَ جُنُبٍ ، أَوْ كَافِرٍ لَا يَعْلَمُ بِهِمَا وَلَا فَرْقَ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ ؟ وَأَمَّا الْفَرْقُ بَيْنَ إِمَامَةِ مَنْ لَمْ يَبْلُغْ فِي الْفَرِيضَةِ وَبَيْنَ إِمَامَتِهِ فِي النَّافِلَةِ : فَكَلَامٌ لَا وَجْهَ لَهُ أَصْلًا لِأَنَّهُ دَعْوَى بِلَا بُرْهَانٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ | عمرو بن سلمة الجرمي | صحابي صغير |
أَيُّوبُ هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ | أيوب السختياني | ثقة ثبتت حجة |
حَمَّادُ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ | موسى بن إسماعيل التبوذكي / توفي في :223 | ثقة ثبت |
أَبُو دَاوُدَ | أبو داود السجستاني | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ | محمد بن داسة البصري / توفي في :346 | ثقة |
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ | عمر بن عبد الملك الخولاني | مجهول الحال |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعٍ | عبد الله بن ربيع التميمي / ولد في :330 / توفي في :415 | ثقة |