مسائل من هذا الباب


تفسير

رقم الحديث : 1171

وَبِهِ إِلَى وَبِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ ، أَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَيْتُكَ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي ، وَاَللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ جَبَلٍ إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ هَاهُنَا ، ثُمَّ أَقَامَ مَعَنَا ، وَقَدْ وَقَفَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَرَفَةَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ " . وَقَالَ تَعَالَى : فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ سورة البقرة آية 198 فَوَجَبَ الْوُقُوفُ بِمُزْدَلِفَةَ ، وَهِيَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَهَا فَرْضٌ يَعْصِي مَنْ خَالَفَهُ وَلا حَجَّ لَهُ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِمَا أَمَرَ ، إِلَّا أَنَّ إِدْرَاكَ صَلاةِ الْفَجْرِ فِيهَا مَعَ الْإِِمَامِ هُوَ الذِّكْرُ الْمُفْتَرَضُ بِبَيَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَذْكُورِ ، وَمَنْ أَدْرَكَ شَيْئًا مِنْ صَلاةِ الْإِِمَامِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَالْعَجَبُ مِمَّنْ يَقُولُ : إِنَّ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَائِمَةِ الْإِِبِلِ " فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ غَيْرَ السَّائِمَةِ بِخِلافِ السَّائِمَةِ . وَمِمَّنْ يَقُولُ : إِنَّ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ " وَإِِذَا قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " دَلِيلٌ أَنَّ الْإِِمَامَ لا يَقُولُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَّ الْمَأْمُومَ لا يَقُولُ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ! . ثُمَّ لا يَرَى قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ : " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ هَاهُنَا مَعَنَا ، وَقَدْ أَتَى عَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ " دَلِيلًا عَلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يُصَلِّ الْغَدَاةَ هُنَالِكَ مَعَ الْإِِمَامِ لَمْ يَتِمَّ حَجُّهُ ، فَكَيْفَ وَقَدْ غُنِينَا عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِنَصِّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ؟ عَلَى أَنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْ ذَلِكَ فَلَمْ يُدْرِكِ الْحَجَّ . وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَجُّ عَرَفَةَ " . قَالَ عَلِيٌّ : وَهُمْ أَوَّلُ مُبْطِلٍ لِهَذَا الِاحْتِجَاجِ ، لِأَنَّ عِنْدَهُمْ فَرَائِضَ يَبْطُلُ الْحَجُّ بِتَرْكِهَا سِوَى عَرَفَةَ كَتَرْكِ الْإِِحْرَامِ وَتَرْكِ طَوَافِ الْإِِفَاضَةِ ، وَتَرْكِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فَكَمْ هَذَا التَّنَاقُضُ ؟ وَلَيْسَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ : " وَالْحَجُّ عَرَفَةَ " بِمَانِعٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ غَيْرُ عَرَفَةَ الْحَجَّ أَيْضًا إِذَا جَاءَ بِذَلِكَ نَصٌّ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا سورة آل عمران آية 97 وَالْبَيْتُ غَيْرُ عَرَفَةَ بِلا شَكٍّ . وَسَوَّى تَعَالَى بَيْنَ الْأَمْرِ بِعَرَفَةَ ، وَالْأَمْرِ بِمُزْدَلِفَةَ فِي الْقُرْآنِ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ سورة التوبة آية 3 . وَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ ، وَلا يَكُونُ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ إِلَّا وَغَيْرُهُ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَصْغَرِ ، وَمُحَالٌ مُمْتَنِعٌ أَنْ يَكُونَ ، هُوَ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَلا يَكُونَ فِيهِ مِنْ فَرَائِضِ الْحَجِّ شَيْءٌ وَيَكُونَ فَرْضُ الْحَجِّ فِي غَيْرِهِ . فَصَحَّ أَنَّ جُمْلَةَ فَرَائِضِ الْحَجِّ فِي يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَهِيَ الْوُقُوفُ بِمُزْدَلِفَةَ الَّذِي لا يَكُونُ فِي غَيْرِهِ ، وَرَمْيُ الْجَمْرَةِ ، وَالْإِِفَاضَةُ ، وَقَدْ يَكُونَانِ فِيمَا بَعْدَهُ كَمَا عَرَفَةُ فِيمَا قَبْلَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ

صحابي

عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ

ثقة

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ

ثقة ثبت

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ

ثقة متقن حافظ إمام قدوة

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ

ثقة حافظ

أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ

ثقة ثبت حافظ

Whoops, looks like something went wrong.