حَدَّثَنَاهُ حُمَامٌ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاجِيَّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ ، ثنا حَبِيبُ بْنُ خَلَفٍ الْبُخَارِيُّ ، ثنا أَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ، ثنا مُعَلَّى ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ " . وَرُوِّينَا هَذَا أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَلْقَمَةَ . قَالَ عَلِيٌّ : عِيسَى بْنُ يُونُسَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْحَنَفِيُّونَ : مَنْ تَعَمَّدَ أَنْ يَتَقَيَّأَ أَقَلَّ مِنْ مِلْءِ فِيهِ لَمْ يَبْطُلْ بِذَلِكَ صَوْمُهُ ، فَإِِنْ كَانَ مِلْءَ فِيهِ فَأَكْثَرَ ، بَطَلَ صَوْمُهُ ، وَهَذَا خِلَافٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ سَخَافَةِ التَّحْدِيدِ ؟ وَقَالَ الْحَنَفِيُّونَ ، وَالْمَالِكِيُّونَ : مَنْ خَرَجَ وَهُوَ صَائِمٌ ، مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ شَيْءٌ ، مِنْ بَقِيَّةِ سَحُورِهِ كَالْجَذِيذَةِ وَشَيْءٌ ، مِنَ اللَّحْمِ ، وَنَحْوُ ذَلِكَ فَبَلَعَهُ عَامِدًا لِبَلْعِهِ ذَاكِرًا لِصَوْمِهِ فَصَوْمُهُ تَامٌّ ، وَمَا نَعْلَمُ هَذَا الْقَوْلَ لِأَحَدٍ قَبْلَهُمَا ! ؟ وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ لِهَذَا الْقَوْلِ : بِأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ أُكِلَ بَعْدُ ، وَإِِنَّمَا حَرُمَ مَا لَمْ يُؤْكَلْ ! ! ؟ فَكَانَ الِاحْتِجَاجُ أَسْقَطَ ، وَأَوْحَشَ مِنَ الْقَوْلِ : الْمُحْتَجِّ لَهُ وَمَا عَلِمْنَا شَيْئًا أُكِلَ فَيُمْكِنُ وُجُودُهُ بَعْدَ الْأَكْلِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَيْئًا ، أَوْ عَذِرَةً ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْبَلَاءِ ؟ وَحَدَّ بَعْضُ الْحَنَفِيِّينَ الْمِقْدَارَ الَّذِي لَا يَضُرُّ تَعَمُّدُ أَكْلِهِ فِي الصَّوْمِ مِنْ ذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ دُونَ مِقْدَارِ الْحِمَّصَةِ . فَكَانَ هَذَا التَّحْدِيدُ طَرِيفًا جِدًّا ! ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَيُّ الْحِمَّصِ هُوَ ؟ الْإِِمْلِيسِيُّ الْفَاخِرُ ، أَمِ الصَّغِيرُ ؟ ! فَإِِنْ قَالُوا : قِسْنَاهُ عَلَى الرِّيقِ ؟ قُلْنَا لَهُمْ : فَمِنْ أَيْنَ فَرَّقْتُمْ بَيْنَ قَلِيلِ ذَلِكَ وَكَثِيرِهِ بِخِلَافِ الرِّيقِ ؟ ! وَنَسْأَلُهُمْ عَمَّنْ لَهُ مِطْحَنَةٌ كَبِيرَةٌ مَثْقُوبَةٌ فَدَخَلَتْ فِيهَا مِنْ سَحُورِهِ زَبِيبَةٌ ، أَوْ بَاقِلَاءُ فَأَخْرَجَهَا يَوْمًا آخَرَ بِلِسَانِهِ وَهُوَ صَائِمٌ : أَلَهُ تَعَمُّدُ بَلْعِهَا أَمْ لَا ؟ فَإِِنْ مَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ تَنَاقَضُوا ، وَإِِنْ أَبَاحُوا سَأَلْنَاهُمْ عَنْ جَمِيعِ طَوَاحِينِهِ وَهِيَ ثِنْتَا عَشْرَةَ مِطْحَنَةً مَثْقُوبَةٌ كُلُّهَا ، فَامْتَلَأَتْ سِمْسِمًا ، أَوْ زَبِيبًا ، أَوْ قُنَّبًا ، أَوْ حِمَّصًا ، أَوْ بَاقِلًا ، أَوْ خُبْزًا ، أَوْ زَرِيعَةَ كَتَّانٍ ؟ فَإِِنْ أَبَاحُوا تَعَمُّدَ أَكْلِ ذَلِكَ كُلِّهِ حَصَّلُوا أُعْجُوبَةً ! ! وَإِِنْ مَنَعُوا مِنْهُ تَنَاقَضُوا وَتَحَكَّمُوا فِي الدِّينِ بِالْبَاطِلِ . وَإِِنَّمَا الْحَقُّ الْوَاضِحُ فَإِِنَّ كُلَّ مَا سُمِّيَ أَكْلًا أَيُّ شَيْءٍ كَانَ ، فَتَعَمُّدُهُ يُبْطِلُ الصَّوْمَ ، وَأَمَّا الرِّيقُ ، فَقَلَّ ، أَوْ كَثُرَ ، فَلَا خِلَافَ فِي أَنْ تَعَمَّدَ ابْتِلَاعَهُ لَا يَنْقُضُ الصَّوْمَ ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ | محمد بن سيرين الأنصاري / ولد في :33 / توفي في :110 | ثقة ثبت كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى |
هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ | هشام بن حسان الأزدي / توفي في :145 | ثقة حافظ |
عِيسَى بْنُ يُونُسَ | عيسى بن يونس السبيعي / توفي في :187 | ثقة مأمون |
مُعَلَّى | المعلى بن منصور الرازي / توفي في :211 | ثقة سني فقيه حافظ |
أَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ | إبراهيم بن خالد الكلبي | ثقة |
حَبِيبُ بْنُ خَلَفٍ الْبُخَارِيُّ | حبيب بن خلف | مجهول الحال |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ | محمد بن عبد الملك القرطبي / توفي في :330 | ثقة ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاجِيَّ | عبد الله بن محمد الباجي / ولد في :291 / توفي في :378 | ثقة ضابط |
حُمَامٌ | حمام بن أحمد القرطبي | ثقة |