تفسير

رقم الحديث : 381

وَبِهِ إِلَى وَبِهِ إِلَى مُسْلِمٍ : حدثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ ، أَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ هُوَ عَلِيٌّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فَذَكَرَتْ هَذَا الْحَدِيثَ وَفِيهِ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُهُمُ التَّكْبِيرَ " . قال عَلِيٌّ : فَنَظَرْنَا فِي هَذَا الْخَبَرِ ، فَلَمْ نَجِدْ فِيهِ لَا نَصًّا ، وَلَا دَلِيلًا عَلَى مَا ادَّعَوْهُ مِنْ نَسْخِ الْأَمْرِ بِأَنْ يُصَلِّيَ الْأَصِحَّاءُ قُعُودًا خَلْفَ الْإِِمَامِ الْمُصَلِّي قَاعِدًا لِعُذْرٍ ، إِذْ لَيْسَ فِيهِ بَيَانٌ وَلَا إِشَارَةٌ بِأَنَّ النَّاسَ صَلَّوْا خَلْفَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قِيَامًا ، حَاشَا أَبَا بَكْرٍ الْمُسْمِعَ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ فَقَطْ فَلَمْ تَجُزْ مُخَالَفَةُ يَقِينِ أَمْرِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ بِأَنْ يُصَلِّيَ النَّاسُ جُلُوسًا ، لِظَنٍّ كَاذِبٍ لَا يَصِحُّ أَبَدًا ، بَلْ لَا يَحِلُّ أَلْبَتَّةَ أَنْ يُظَنَّ بِالصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُخَالَفَةُ أَمْرِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ! فكَيْفَ وَفِي نَصِّ لَفْظِ الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُصَلُّوا إِلَّا قُعُودًا ؟ وَذَلِكَ لِأَنَّ فِيهِ : أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ ، وَبِالضَّرُورَةِ نَدْرِي أَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا قِيَامًا وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ لَمَا اقْتَدَى بِصَلَاتِهِ إِلَّا الصَّفُّ الْأَوَّلُ فَقَطْ وَأَمَّا سَائِرُ الصُّفُوفِ فَلَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْنَهُ لِأَنَّ الصَّفَّ الْأَوَّلَ يَحْجُبُهُمْ عَنْهُ ، وَالصُّفُوفُ خَلْفَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَتْ مَرْصُوصَةً ، لَا مُتَنَابِذَةً ، وَلَا مُتَقَطِّعَةً ، فَإِِذْ فِي نَصِّ الْخَبَرِ ، وَلَفْظِهِ : أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ ، فَهَذَا خَبَرٌ عَنْ جَمِيعِهِمْ فَصَحَّ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي حَالٍ يَرَوْنَهُ كُلُّهُمْ ، فَيَصِحُّ لَهُمُ الِاقْتِدَاءُ بِصَلَاتِهِ ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ أَلْبَتَّةَ إِلَّا فِي حَالِ قُعُودِهِمْ وَلَا يَجُوزُ تَخْصِيصُ لَفْظِ الْخَبَرِ ، وَلَا حَمْلُهُ عَلَى الْمَجَازِ إِلَّا بِنَصٍّ جَلِيٍّ . ثُمَّ لَوْ كَانَ فِي الْحَدِيثِ نَصًّا : أَنَّهُمْ صَلَّوْا قِيَامًا وَهَذَا لَا يُوجَدُ أَبَدًا لَمَا كَانَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى النَّسْخِ أَلْبَتَّةَ ، بَلْ كَانَ يَكُونُ حِينَئِذٍ إِبَاحَةً فَقَطْ ، وَبَيَانُ أَنَّ ذَلِكَ الْأَمْرَ الْمُتَقَدَّمَ نَدْبٌ وَلَا مَزِيدَ كَمَا قُلْنَا فِي الْمُذَكَّرِ : إِنَّهُ جَائِزٌ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ، وَفِي الصَّفِّ إِنْ شَاءَ أَوْ إِلَى جَنْبِ الْإِِمَامِ . فَبَطَلَ مَا تَعَلَّقُوا بِهِ جُمْلَةً ، وَظَهَرَ تَنَاقُضُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي إِجَازَتِهِ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَرِيضُ قَاعِدًا بِالْأَصِحَّاءِ قِيَامًا ، وَمَنَعَهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَرِيضُ مُضْطَجِعًا الْأَصِحَّاءَ ، وَلَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ أَصْلًا . وَقَدِ اعْتَرَضَ بَعْضُ النَّاسِ فِي هَذَا الْخَبَرِ بِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ هُوَ الْإِِمَامَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

الْأَسْوَدِ

مخضرم

إِبْرَاهِيمَ

ثقة

الْأَعْمَشِ

ثقة حافظ

ابْنُ مُسْهِرٍ هُوَ عَلِيٌّ

ثقة

مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ

ثقة

مُسْلِمٍ

ثقة حافظ إمام

Whoops, looks like something went wrong.