باب الاذان


تفسير

رقم الحديث : 384

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُبَاتٍ ، ثني أَحْمَدُ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْخُشَنِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، ثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صَلَّى بِالنَّاسِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ " . قال عَلِيٌّ : وَلَا مُتَعَلَّقَ لَهُمْ بِهَذَا لِأَنَّهُمَا صَلَاتَانِ مُتَغَايِرَتَانِ بِلَا شَكٍّ ؟ إِحْدَاهُمَا : الَّتِي رَوَاهَا الْأَسْوَدُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ عَنْهَا ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، صِفَتُهَا : " أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِمَامُ النَّاسِ ، وَالنَّاسُ خَلْفَهُ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ يَمِينِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فِي مَوْقِفِ الْمَأْمُومِ ، يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . وَالصَّلَاةُ الثَّانِيَةُ : الَّتِي رَوَاهَا مَسْرُوقٌ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ ، وَحُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ ، صِفَتُهَا : " أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي الصَّفِّ مَعَ النَّاسِ " فَارْتَفَعَ الْإِِشْكَالُ جُمْلَةً . وَلَيْسَتْ صَلَاةً وَاحِدَةً فِي الدَّهْرِ فَيُحْمَلُ ذَلِكَ عَلَى التَّعَارُضِ ، بَلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسُ صَلَوَاتٍ ، وَمَرَضُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ مُدَّةَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مَرَّتْ فِيهَا سِتُّونَ صَلَاةً أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ ! . وَقَدِ اعْتَرَضَ قَوْمٌ فِي هَذَا الْخَبَرِ بِرِوَايَةٍ سَاقِطَةٍ وَاهِيَةٍ ، انْفَرَدَ بِهَا إِسْرَائِيلُ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، عَنْ أَبِي إِِسْحَاقَ ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ وَلَيْسَ بِمَشْهُورِ الْحَالِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اسْتَتَمَّ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ " . قال : وَأَنْتُمْ لَا تَقُولُونَ بِهَذَا ؟ . قال عَلِيٌّ : وَالْجَوَابُ ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ : أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ الْمُطَّرَحَةَ لَا يُعَارَضُ بِهَا مَا رَوَاهُ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَأَيْضًا : فَلَوْ صَحَّ هَذَا الْفِعْلُ لَقُلْنَا بِهِ وَلَحَمَلْنَاهُ عَلَى أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا وَالَّتِي لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا ، وَإِِنْ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ قَرَأَهَا كَمَا لَا بُدَّ مِنَ الطَّهَارَةِ وَمِنَ الْقِبْلَةِ وَمِنَ التَّكْبِيرِ ، وَإِِنْ لَمْ تُذْكَرْ فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ بَدَأَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْقِرَاءَةِ فِي السُّورَةِ مِنْ حَيْثُ وَقَفَ أَبُو بَكْرٍ ، وَهَذَا حَسَنٌ جِدًّا مُبَاحٌ جَيِّدٌ ؟ . وَأَيْضًا : فَإِِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا ذَكَرَتْ : أَنَّهَا كَانَتْ صَلَاةَ الظُّهْرِ ، وَهِيَ سِرٌّ فَبَطَلَ مَا رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ . وَأَيْضًا : فَلَوْ بَطَلَ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : لَخَلُصَ أَمْرُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْمُصَلَّيْنَ خَلْفَهُ فِي مَرَضِهِ إِذْ سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ فَوَثِئَتْ رِجْلُهُ الطَّاهِرَةُ بِالْقُعُودِ ، وَبِالصَّلَاةِ خَلْفَ الْإِِمَامِ الْجَالِسِ جُلُوسًا ، الَّذِي رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَنَسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَجَابِرٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَابْنِ عُمَرَ ، بَاقِيًا لَا مُعَارِضَ لَهُ ، وَلَا مُعْتَرَضَ فِيهِ لِأَحَدٍ ، وَلِلَّهِ تَعَالَى الْحَمْدُ ! . قال عَلِيٌّ : وَبِمِثْلِ قَوْلِنَا ، يَقُولُ جُمْهُورُ السَّلَفِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قال : " الْإِِمَامُ أَمِينٌ ، فَإِِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا ، وَإِِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا " . وَمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قال : " إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ بِهِ وَجَعٌ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ قَاعِدًا وَأَصْحَابُهُ قُعُودًا " . وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ اشْتَكَى فَكَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ جَالِسًا " . قال ابْنُ عُيَيْنَةَ : وَأخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، أخبرني قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيُّ " أَنَّ إِمَامًا لَهُمُ اشْتَكَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَؤُمُّنَا جَالِسًا وَنَحْنُ جُلُوسٌ " . قال عَلِيٌّ : فَهَؤُلَاءِ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَجَابِرٌ ، وَأُسَيْدُ ، وَكُلُّ مَنْ مَعَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَعَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ مَسْجِدِهِ ، لَا مُخَالِفَ لَهُمْ يُعْرَفُ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَصْلًا كُلُّهُمْ يَرْوِي إِمَامَةَ الْجَالِسِ لِلْأَصِحَّاءِ ، وَلَمْ يُرْوَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خِلَافٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ فِي أَنْ يُصَلِّيَ الْأَصِحَّاءُ وَرَاءَهُ جُلُوسًا . وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءٍ : أَنَّهُ أَمَرَ الْأَصِحَّاءَ بِالصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَاعِدِ . وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ : مَا رَأَيْتُ النَّاسَ إِلَّا عَلَى أَنَّ الْإِِمَامَ إِذَا صَلَّى قَاعِدًا صَلَّى مَنْ خَلْفَهُ قُُعُودًا قال : وَهِيَ السُّنَّةُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ . وَرُوِّينَا عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ ، قال : سمعت عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ ، قال : أَتَيْنَا حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَوْمًا ، وَقَدْ صَلَّوْا الصُّبْحَ ، فَقال : " إِنَّا أَحْيَيْنَا الْيَوْمَ سُنَّةً مِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، قُلْنَا : مَا هِيَ يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ ؟ قال : " كَانَ إِمَامُنَا مَرِيضًا ، فَصَلَّى بِنَا جَالِسًا ، فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ جُلُوسًا ! " . وَبِإِِمَامَةِ الْجَالِسِ لِلْأَصِحَّاءِ يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَأَبُو يُوسُفَ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَإِِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ ، وَدَاوُدَ وَجُمْهُورُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ . وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ التَّابِعِينَ مَنَعَ مِنْ جَوَازِ صَلَاةِ الْمَرِيضِ قَاعِدًا بِالْأَصِحَّاءِ إِلَّا شَيْئًا رُوِيَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مِقْسَمٍ أَنَّهُ قال : أَكْرَهُ ذَلِكَ ؟ وَلَيْسَ هَذَا مَنْعًا مِنْ جَوَازِهَا . قال عَلِيٌّ : وَقال زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلُ : يُصَلِّي الْمَرِيضُ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ وَلَا عَلَى الْقُعُودِ بِالْأَصِحَّاءِ مُضْطَجِعًا إِلَّا أَنَّهُ رَأَى أَنْ يُصَلُّوا وَرَاءَهُ قِيَامًا . قال عَلِيٌّ : وَهَذَا خَطَأٌ بَلْ لَا يُصَلُّونَ وَرَاءَهُ إِلَّا مُضْطَجِعِينَ مُومِئِينَ : لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا جُعِلَ الْإِِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ، فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ " وَهَذَا عُمُومٌ مَانِعٌ لِلِاخْتِلَافِ عَلَى الْإِِمَامِ جُمْلَةً . وَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : " إِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا ، وَإِِذَا قال : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، وَإِِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا بِمَانِعٍ مِنْ أَنْ يَأْتَمُّوا بِهِ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْوُجُوهِ فَوَجَبَ الِائْتِمَامُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ ، إِلَّا حَالًا خَصَّهَا نَصٌّ أَوْ إِجْمَاعٌ فَقَطْ ! . وَأَمَّا الْمَرِيضُ خَلْفَ الصَّحِيحِ فَإِِنَّ الصَّحِيحَ يُصَلِّي قَائِمًا ، وَالْمَرِيضُ يَأْتَمُّ بِهِ جَالِسًا أَوْ مُضْطَجِعًا لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ صَلَاةٍ صَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ فِي جَمَاعَةٍ صَلَّى قَاعِدًا خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَمْرِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِأَنْ لَا يَخْتَلِفَ عَلَى الْإِِمَامِ . وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا سورة البقرة آية 286 . وَلِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : " إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ

ثقة فقيه ثبت

مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ

ثقة يرسل

شُعْبَةُ

ثقة حافظ متقن عابد

بَدَلُ بْنُ الْمُحَبِّرِ

ثقة إلا في حديثه عن زائدة

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

ثقة حافظ

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْخُشَنِيُّ

ثقة

قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ

ثقة حافظ ثبت

أَحْمَدُ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُبَاتٍ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.