وَحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَاجِ ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرَبٍ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ ، ثنا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ ، قال : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ ضَرَبَ فَخِذِي ، وَقال : إِنِّي سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ ، فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ ، وَقال : " إِنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ ، وَقال : صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا فَإِِنْ أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ مَعَهُمْ فَصَلِّ ، وَلَا تَقُلْ إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَلَا أُصَلِّي " . فَلَوْ كَانَتِ الْفَخِذُ عَوْرَةً لَمَا مَسَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ أَصْلًا بِيَدِهِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَلَوْ كَانَتِ الْفَخِذُ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ عَوْرَةً لَمَا ضَرَبَ عَلَيْهَا بِيَدِهِ : وَكَذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ . وَمَا يَسْتَحِلُّ مُسْلِمٌ أَنْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ عَلَى ذَكَرِ إِنْسَانٍ عَلَى الثِّيَابِ ، وَلَا عَلَى حَلْقَةِ دُبُرِ الْإِِنْسَانِ عَلَى الثِّيَابِ ، وَلَا عَلَى بَدَنِ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ عَلَى الثِّيَابِ أَلْبَتَّةَ ! . وَقَدْ " مَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقَوَدِ مِنَ الْكَسْعَةِ وَهِيَ ضَرْبُ الْأَلْيَتَيْنِ عَلَى الثِّيَابِ بِبَاطِنِ الْقَدَمِ ، وَقال دَعُوهَا فَإِِنَّهَا مُنْتِنَةٌ " . فَإِِنْ قِيلَ : فَإِِنَّ الْحَجَرَ قَدْ جَمَحَ بِثِيَابِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ لَيْسَ آدَرَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، وَلَا حُجَّةَ لَكُمْ فِي هَذَا ، لِوَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا كَشْفُ الْعَوْرَاتِ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَفِي ذَلِكَ الْخَبَرِ نَفْسِهِ : أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَغْتَسِلُ فِي الْخَلَاءِ ، وَلَمْ يَأْتِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ نَهَاهُمْ عَنِ الِاغْتِسَالِ عُرَاةً وَقَدْ يَسْتَتِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ حَيَاءً ، كَمَا سَتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَهُ حَيَاءً مِنْ عُثْمَانَ وَلَيْسَتْ سَاقُ الرَّجُلِ عَوْرَةً عِنْدَ أَحَدٍ ! وَالثَّانِي : أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ : أَنَّهُمْ رَأَوْا مِنْ مُوسَى : الذَّكَرَ الَّذِي هُوَ عَوْرَةٌ وَإِِنَّمَا رَأَوْا مِنْهُ هَيْئَةً تَبَيَّنُوا بِهَا أَنَّهُ مُبَرَّأٌ مِمَّا قَالُوهُ مِنَ الْأُدْرَةِ وَهَذَا يَتَبَيَّنُ لِكُلِّ نَاظِرٍ بِلَا شَكٍّ بِغَيْرِ أَنْ يَرَى شَيْئًا مِنَ الذَّكَرِ ، لَكِنْ بِأَنْ يَرَى مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ خَالِيًا فَبَطَلَ تَعَلُّقُهُمْ بِهَذَا الْخَبَرِ ؟ فَإِِنْ ذَكَرُوا الْأَخْبَارَ الْوَاهِيَةَ فِي أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ فَهِيَ كُلُّهَا سَاقِطَةٌ ؟ ! . أَمَّا حَدِيثُ جُوَيْبِرٍ : فَإِِنَّهُ عَنِ ابْنِ جَوْهَرٍ وَهُوَ مَجْهُولٌ ، وَعَنْ مَجْهُولِينَ ، وَمُنْقَطِعٌ ! وَمِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَهُوَ صَحِيفَةٌ قَدْ ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ مَا مَوْضِعٍ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَا لَا يَقُولُونَ بِهِ . مِثْلَ : رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ : إِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا : فَقَدْ لَحِقَ بِمَنِ اسْتَلْحَقَهُ وَلَيْسَ لَهُ مِمَّا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ ، وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ ، وَلَا يَلْحَقُ إِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ ! " . وَمِثْلَ : رِوَايَتِهِ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ مُسْنَدًا وَذَكَرَ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا هَكَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ . وَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ " نَهَى عَنِ الْحِلَقِ قَبْلَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " " وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا هَلَكَ زَوْجُهَا فِي عِصْمَتِهَا " وَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ " قَضَى فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ السَّادَّةِ لِمَكَانِهَا بِثُلُثِ الدِّيَةِ " . وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ جِدًّا ؟ ! . وَفِي أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ مِنْ طَرِيقِ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ ، فِيهِ : سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ ، وَجَرِيرُ بْنُ قَطَنٍ وَهُمْ مَجْهُولُونَ لَا يُعْرَفُ مَنْ هُمْ ! . وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ جَحْشٍ ، فِيهِ أَبُو كَثِيرٍ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ ! . وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ ، مُنْقَطِعٌ ، رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ ، بَيْنَهُمَا مَنْ لَمْ يُسَمَّ وَلَا يُدْرَى مَنْ هُوَ ؟ وَرِوَايَةُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ ، قال ابْنُ مَعِينٍ : بَيْنَهُمَا رَجُلٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ ! وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ إِلَّا أَبُو خَالِدٍ ، وَلَا يُدْرَى مَنْ هُوَ . وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِيهَا أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِيهِ مَجْهُولُونَ لَا يُدْرَى مَنْ هُمْ . وَمِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا لَا شَيْءَ . وَحَتَّى لَوْ لَمْ يَأْتِ مِنَ الْآثَارِ الثَّابِتَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا شَيْءٌ لَمَا جَازَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَى عُضْوٍ بِأَنَّهُ عَوْرَةٌ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهِ : إِلَّا بِبُرْهَانٍ ، مِنْ نَصٍّ أَوْ إِجْمَاعٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا ذَرٍّ | أبو ذر الغفاري | صحابي |
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ | عبد الله بن الصامت الغفاري / توفي في :71 | ثقة |
أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ | زياد بن فيروز البراء | ثقة |
أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ | أيوب السختياني | ثقة ثبتت حجة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ | إسماعيل بن علية الأسدي | ثقة حجة حافظ |
زُهَيْرُ بْنُ حَرَبٍ | زهير بن حرب الحرشي | ثقة ثبت |
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَاجِ | مسلم بن الحجاج القشيري / ولد في :204 / توفي في :261 | ثقة حافظ إمام |
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ | أحمد بن علي القلانسي | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ | أحمد بن محمد الأشقر | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى | عبد الوهاب بن عيسى البغدادي / توفي في :388 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ | أحمد بن فتح المعافري | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ | عبد الله بن يوسف بن بابي / ولد في :348 / توفي في :435 | صدوق حسن الحديث |