وَبِهِ إِلَى وَبِهِ إِلَى مُسْلِمٍ : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، ثنا أُبَيٌّ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ ، سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا الْإِِمَامُ جُنَّةٌ ، فَإِِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا " . قال عَلِيٌّ : فَمَا لَمْ يَحِلَّ بَيْنَ الْإِِمَامِ وَالْمَأْمُومِ مِمَّا ذَكَرْنَا فَلَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ لِأَنَّ الْإِِمَامَ سُتْرَةٌ لِجَمِيعِ الْمَأْمُومِينَ ، وَلَوِ امْتَدَّ الصَّفُّ فَرَاسِخَ بُرْهَانُ ذَلِكَ : الْإِِجْمَاعُ الْمُتَيَقَّنُ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ فِي أَنَّ سُتْرَةَ الْإِِمَامِ لَا يُكَلَّفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَأْمُومِينَ اتِّخَاذَ سُتْرَةٍ أُخْرَى بَلِ اكْتَفَى الْجَمِيعُ بِالْعَنَزَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ يُصَلِّي إِلَيْهَا ، فَلَمْ تَدْخُلْ أَتَانُ ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ سُتْرَتِهِ . وَأَيْضًا : فَقَدْ ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا أَوْرَدْنَا قَبْلُ أَنَّ الْحِمَارَ ، وَالْمَرْأَةَ وَالْكَلْبَ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ ، وَعَهْدُنَا بِهِمْ يَقُولُونَ : إِنَّ الرَّاوِيَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمُ بِمَا رَوَى ثُمَّ لَوْ صَحَّ غَيْرُ هَذَا وَهُوَ لَا يَصِحُّ لَكَانَ مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَأَنَسٌ ، وأبو ذر هو الناسخ بيقين لَا شَكَّ فِيهِ لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ وُرُودِ مَا رَوَوْهُ ! وَذَكَرُوا خَبَرَيْنِ : أَحَدُهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ الْعَبَّاسَ فَصَلَّى وَبَيْنَ يَدَيْهِ حِمَارَةٌ وَكُلَيْبَةٌ " . قال عَلِيٌّ : وَهَذَا بَاطِلٌ ، لِأَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ لَمْ يُدْرِكْ عَمَّهُ الْفَضْلَ ؟ وَحَدِيثٌ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : " لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ ، وَادْرَءُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ " . قال عَلِيٌّ : أَبُو الْوَدَّاكِ ضَعِيفٌ ، وَمُجَالِدٌ مِثْلُهُ . ثُمَّ لَوْ صَحَّ كُلُّ هَذَا لَمَا وَجَبَ الْأَخْذُ بِإِِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ دُونَ الْأُخْرَى إِلَّا بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ ، لَا بِالْهَوَى وَالْمُطَارَفَةِ ، فَلَوْ صَحَّتْ هَذِهِ الْآثَارُ وَهِيَ لَا تَصِحُّ لَكَانَ حُكْمُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ الْكَلْبَ ، وَالْحِمَارَ ، وَالْمَرْأَةَ يَقْطَعُونَ الصَّلَاةَ هُوَ النَّاسِخَ لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلُ ، مِنْ أَنْ لَا يَقْطَعَ الصَّلَاةَ شَيْءٌ مِنَ الْحَيَوَانِ ، كَمَا لَا يَقْطَعُهَا : الْفَرَسُ ، وَالسِّنَّوْرُ ، وَالْخِنْزِيرُ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ فَمِنَ الْبَاطِلِ الَّذِي لَا يَخْفَى وَلَا يَحِلُّ تَرْكُ النَّاسِخِ الْمُتَيَقَّنِ وَالْأَخْذُ بِالْمَنْسُوخِ الْمُتَيَقَّنِ . وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تَعُودَ الْحَالَةُ الْمَنْسُوخَةُ ثُمَّ لَا يُبَيِّنُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَوْدَهَا ! . وَاحْتَجَّ بَعْضُ الْمُخَالِفِينَ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ سورة فاطر آية 10 قال : فَمَا يَقْطَعُ هَذَا ؟ قال عَلِيٌّ : يَقْطَعُهُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْمُشْغِبِينَ : قُبْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَمَسُّهُ ذَكَرَهُ ، وَأَكْثَرُ مِنَ الدِّرْهَمِ الْبَغْلِيِّ مِنْ بَوْلٍ ، وَيَقْطَعُهُ عِنْدَ الْكُلِّ : رُوَيْحَةٌ تَخْرُجُ مِنَ الدُّبُرِ مُتَعَمَّدَةً وَأَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ أَخْبَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ : أَنَّ خَيْرَ صُفُوفِهِنَّ آخِرُهَا ، فَصَحَّ أَنَّهُ لَا يَقْطَعُ بَعْضُهُنَّ صَلَاةَ بَعْضٍ ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبَا عَلْقَمَةَ | أبو علقمة المصري | ثقة |
يَعْلَى هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ | يعلى بن عطاء العامري / توفي في :120 | ثقة |
شُعْبَةُ | شعبة بن الحجاج العتكي | ثقة حافظ متقن عابد |
أُبَيٌّ | معاذ بن معاذ العنبري / ولد في :119 / توفي في :196 | ثقة متقن |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ | عبيد الله بن معاذ العنبري / توفي في :237 | ثقة حافظ |
مُسْلِمٍ | مسلم بن الحجاج القشيري / ولد في :204 / توفي في :261 | ثقة حافظ إمام |