حكم المساجد


تفسير

رقم الحديث : 802

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : " فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا سورة النساء آية 101 ، فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " . قَالَ عَلِيٌّ : فَصَحَّ أَنَّ الصَّلَاةَ فَرَضَهَا اللَّهُ تَعَالَى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ بَلَغَهَا فِي الْحَضَرِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَرْبَعًا ، وَأَقَرَّ صَلَاةَ السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ . وَصَحَّ أَنَّ صَلَاةَ السَّفَرِ : رَكْعَتَانِ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَإِذْ قَدْ صَحَّ هَذَا فَهِيَ رَكْعَتَانِ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَدَّى ذَلِكَ ، وَمَنْ تَعَدَّاهُ فَلَمْ يُصَلِّ كَمَا أَمَرَ ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ ، إِذَا كَانَ عَالِمًا بِذَلِكَ . وَلَمْ يَخُصَّ عَلَيْهِ السَّلامُ سَفَرًا مِنْ سَفَرٍ ، بَلْ عَمَّ ، فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ تَخْصِيصُ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَجُزْ رَدُّ صَدَقَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي أَمَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِقَبُولِهَا ، فَيَكُونُ مَنْ لَا يَقْبَلُهَا عَاصِيًا ! وَاحْتَجَّ مَنْ خَصَّ بَعْضَ الْأَسْفَارِ بِذَلِكَ بِأَنَّ سَفَرَ الْمَعْصِيَةِ مُحَرَّمٌ ، فَلَا حُكْمَ لَهُ ؟ فَقُلْنَا : أَمَّا مُحَرَّمٌ فَنَعَمْ ، هُوَ مُحَرَّمٌ ، وَلَكِنَّهُ سَفَرٌ ، فَلَهُ حُكْمُ السَّفَرِ ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ : إِنَّهُ مُحَرَّمٌ ، ثُمَّ تَجْعَلُونَ فِيهِ التَّيَمُّمَ عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ ، وَتُجِيزُونَ الصَّلَاةَ فِيهِ ، وَتَرَوْنَهَا فَرْضًا ، فَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ مَا أَجَزْتُمْ مِنَ الصَّلَاةِ وَالتَّيَمُّمِ لَهَا وَبَيْنَ مَا مَنَعْتُمْ مِنْ تَأْدِيَتِهَا رَكْعَتَيْنِ كَمَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السَّفَرِ ؟ وَلَا سَبِيلَ إِلَى فَرْقٍ ؟ وَكَذَلِكَ الزِّنَى مُحَرَّمٌ ، وَفِيهِ مِنَ الْغُسْلِ كَالَّذِي فِي الْحَلَالِ ، لِأَنَّهُ إِجْنَابٌ . وَمُجَاوَزَةُ خِتَانٍ لِخِتَانٍ ، فَوَجَبَ فِيهِ حُكْمُ عُمُومِ الْإِجْنَابِ وَمُجَاوَزَةِ الْخِتَانِ لِلْخِتَانِ ؟ وَكَمَا قَالُوا فِيمَنْ قَاتَلَ فِي قَطْعِ الطَّرِيقِ فَجُرِحَ جِرَاحَاتٍ مَنَعَتْهُ مِنَ الْقِيَامِ ؛ فَإِنَّ لَهُ مِنْ جَوَازِ الصَّلَاةِ جَالِسًا مَا لِمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا فَرْقَ ؛ لِعُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : " صَلُّوا قِيَامًا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا " . فَإِنْ قِيلَ لَنَا : فَإِنَّكُمْ تَقُولُونَ : مَنْ صَلَّى فِي غَيْرِ سَبِيلِ الْحَقِّ رَاكِبًا أَوْ مُقَاتِلًا أَوْ مَاشِيًا فَلَا صَلَاةَ لَهُ فَمَا الْفَرْقُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، إِنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوا فِي صَلَاتِهِمْ حَرَكَاتٍ لَا يَحِلُّ لَهُمْ فِعْلُهَا ، فَبِذَلِكَ بَطَلَتْ صَلَاتُهُمْ وَلَمْ يَفْعَلِ الْمُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أَوْ رَكْعَةً فِي صَلَاتِهِ شَيْئًا غَيْرَهَا ، وَأَمَّا الَّذِينَ ذَكَرْتُمْ فَمَشَوْا مَشْيًا مُحَرَّمًا فِي الصَّلَاةِ ، وَقَاتَلُوا فِيهَا قِتَالًا مُحَرَّمًا ؟ وَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الْمَالِكِيِّينَ الَّذِينَ أَتَوْا إِلَى عُمُومِ اللَّهِ تَعَالَى لِلسَّفَرِ ، وَعُمُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلسَّفَرِ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا سورة مريم آية 64 فَخَصُّوهُ بِآرَائِهِمْ وَلَمْ يَرَوْا قَصْرَ الصَّلَاةِ فِي سَفَرِ مَعْصِيَةٍ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى مَا خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَبْطَلَ فِيهِ الْعُمُومَ ، مِنْ تَحْرِيمِهِ الْمَيْتَةَ جُمْلَةً ، ثُمَّ قَالَ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ سورة الأنعام آية 145 . وَقَوْلُهُ : فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ سورة المائدة آية 3 : فَقَالُوا بِآرَائِهِمْ : إِنَّ أَكْلَ الْمَيْتَةِ ، وَالْخِنْزِيرِ : حَلَالٌ لِلْمُضْطَرِّ ، وَإِنْ كَانَ مُتَجَانِفًا لِإِثْمٍ ، وَبَاغِيًا عَادِيًا قَاطِعًا لِلسَّبِيلِ ، مُنْتَظِرًا لِرِفَاقِ الْمُسْلِمِينَ يُغِيرُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَيَسْفِكُ دِمَاءَهُمْ وَهَذَا عَجَبٌ جِدًّا . وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي هَذَا بِأَنْ قَالُوا : حَرَامٌ عَلَيْهِ قَتْلُ نَفْسِهِ ! فَقُلْنَا لَهُمْ : وَلِمَ يَقْتُلْ نَفْسَهُ ؟ بَلْ يَتُوبُ الْآنَ مِنْ نِيَّتِهِ الْفَاسِدَةِ ، وَيَحِلُّ لَهُ أَكْلُ الْمَيْتَةِ مِنْ حِينِهِ ، وَالتَّوْبَةُ فَرْضٌ عَلَيْهِ وَلَا بُدَّ ؟ وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ ، وَأَصْحَابُنَا : لَا تُقْصَرُ الصَّلَاةُ إِلَّا فِي حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ ، أَوْ عُمْرَةٍ . وَهُوَ قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

صحابي

يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ

ثقة

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ

ثقة

ابْنِ جُرَيْجٍ

ثقة

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ

ثقة حجة

وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ثقة حافظ إمام

أَبُو كُرَيْبٍ

ثقة حافظ

مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ

ثقة حافظ إمام

أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ

مجهول الحال

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ

صدوق حسن الحديث

عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.