وَعَنْ وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ ، وَنَادَى الْمُنَادِي فَأَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : قَدْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : إِنَّ أَصْحَابِي قَدْ مَضَوْا ، وَهَذِهِ رَاحِلَتِي بِالْبَابِ ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : لَا تَخْرُجْ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ بَعْدَ النِّدَاءِ إِلَّا مُنَافِقٌ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ وَهُوَ يُرِيدُ الرَّجْعَةَ إِلَى الصَّلَاةِ " ، فَأَبَى الرَّجُلُ إِلَّا الْخُرُوجَ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : دُونَكُمُ الرَّجُلُ ، قَالَ : فَإِنِّي عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَلَمْ تَرَ الرَّجُلَ ؟ يَعْنِي ذَلِكَ الَّذِي خَرَجَ ، وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ ، قَالَ سَعِيدٌ : قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُصِيبُهُ أَمْرٌ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَجَمِيعِ أَصْحَابِنَا ؟ وَأَمَّا النِّسَاءُ فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّ شُهُودَهُنَّ الْجَمَاعَةَ لَيْسَ فَرْضًا ؟ وَقَدْ صَحَّ فِي الْآثَارِ كَوْنُ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجَرِهِنَّ لَا يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسْجِدِ ؟ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَيِّ الْأَمْرَيْنِ أَفْضَلُ لَهُنَّ ؟ أَصَلَاتُهُنَّ فِي بُيُوتِهِنَّ ؟ أَمْ فِي الْمَسَاجِدِ فِي الْجَمَاعَاتِ ؟ وَبُرْهَانُ صِحَّةِ قَوْلِنَا : هُوَ مَا قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْمُنْفَرِدِ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " . وَهَذَا عُمُومٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يُخَصَّ مِنْهُ النِّسَاءُ مِنْ غَيْرِهِنَّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ | عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي / توفي في :145 | صدوق حسن الحديث |
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |