باب ديات الجراحة والاعضاء فيما دون النفس في العمد والخطا


تفسير

رقم الحديث : 1337

أَخْبَرَنَا حُمَامٌ ، أَخْبَرَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَصْبَغَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ خَلَفٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أُصِيبَ بِقَتْلٍ أَوْ خَبْلٍ يَعْنِي جَرْاحًا ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إِنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْفُوَ عَفَا ، وَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ الدِّيَةَ أَخَذَ " . قُلْنَا : هَذَا لا يَصِحُّ ، لأَنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ إِلا سُفْيَانُ بْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السَّلَمِيُّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ لا يُدْرَى مَنْ هُوَ ، وَلا يُعْرَفْ عَنْهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَلَوْ صَحَّ لَقُلْنَا بِهِ مُنْشَرِحَةً صُدُورُنَا بِذَلِكَ ، وَلَمِا تَرَكْنَاهُ لِقَوْلِ أَحَدٍ ، وَأَمَّا إِذَ لَمْ يَصِحْ فَلا يَجُوزُ الأَخْذُ بِهِ ، ثُمَّ لَوْ صَحَّ لَكَانَ حُجَّةً عَلَى جَمِيعِ الْحَاضِرِينَ وَمُخَالِفًا لَقَوْلِهِمْ ، لأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ فِي جِرَاحِ الْعَمْدِ وَفِيهِ الْقِصَاصُ مِنْهَا جُمْلَةً لَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا ، وَكُلُّهُمْ لا يُرَى الْقَوَدَ مِنْهَا ، فِيمَا دُونَ الْمُوَضِحَةِ ، وَجُمْهُورُهُمْ لا يَرَى الْقَوَدَ مِنْهَا ، إِلاَّ فِي الْمُوَضِحَةِ فَقَطْ فَقَدْ خَالَفُوا هَذَا الْحَدِيثَ كَمَا تَرَى . وَأَيْضًا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْعَمْدِ فَقَطْ كَمَا ذَكَرْنَا ، لأَنَّ فِيهِ التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْقَوَدِ وَالدِّيَةِ ، وَلا خِلافَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنَ الأُمَّةِ فِي أَنَّ الْقَوَدَ لَيْسَ إِلاَّ فِي الْعَمْدِ فَقَطْ ، وَفِيهِ الْخِيارُ فِي الدِّيَةِ فِي الْعَمْدِ ، وَكُلّهُمْ أَوْ جُمْهُورهُمْ لا يَرَى فِي قَطْعِ الأَعْضَاءِ فِي الْعَمْدِ إِلاَّ الْقَوَدَ فَقَطْ ، وَقَدْ خَالَفُوا هَذَا الْخَبَرَ فِي هَذَا الْوَجْهِ . وَأَيْضًا ، فَإِنَّ الْحَنَفِيِّينَ ، وَالْمَالِكِيِّينَ لا يَرَوْنَ خَيَارًا فِي قَوَدٍ أَوْ دِيَةٍ فِي قَتْلِ الْعَمْدِ . وَأَيْضًا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حُكْمُ شَيْءٍ مِنْ جِرَاحِ الْخَطَأِ ، فَلَوْ صَحَّ هَذَا الْخَبَرُ لَكَانَ وِفَاقُهُ لَنَا أَكْثَرَ مِنْ وِفَاقِهِ لَهُمْ ، وَلَكَانُوا مُخَالِفِينَ لَهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : فَبَطَلَ كُلُّ مَا شَغَبُوا بِهِ فِي هَذَا الْبَابِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأَمَّا جِنَايَاتُ الْعَمْدِ وَجِرَاحُهُ ، فَإِنَّ مَالِكًا لا يَرَى فِيهَا جُمْلَةً ، إِلا الْقَوَدَ أَوِ الْعَفْوَ فَقَطْ ، وَلا يَرَى فِيهَا دِيَةً ، فَاتَ الْقَوَدُ أَوْ لَمْ يَفُتْ ، إِلاَّ فِي قَلِيلٍ مِنْهَا فَيَرَى فِيهَا الدِّيَةَ لامْتِنَاعِ الْقَوَدَ وَيَرَى فِي سَائِرِ جِرَاحَاتِ الْخَطَأِ الدِّيَةَ إِلاَّ قَلِيلا مِنْهَا ، فَإِنَّهُ لا يَرَى فِيهَا دِيَةً لَكِنَّ حُكُومَةً ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وأَصْحَابِهِ ، والشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، إلا فِي فُرُوعٍ اخْتَلَفُوا فِيهَا نُبَيِّنُهَا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ أَصْحَابِنَا ، وَبِهِ نَأْخُذُ ، إِلاَّ أَنَّنَا لا نَرَى فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ دِيَةً ، وَلا حُكُومَةً ، أُمْكِنَ الْقَوْدُ ، أَوْ لَمْ يُمْكِنْ ، إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ نَصٌّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ يَثْبُتَ بِهِ إِجْمَاعٌ مُتَيَقِّنٌ ، وَحَتَّى لَوْ غَابَ عَنَّا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِجْمَاعٌ لَمْ نَعْلَمْهُ ، لَكِنَّا بِلا شَكٍّ عِنْدَ اللَّهِ أَعْذَرُ وَأَسْلَمُ وَأخَلْصُ ، إِذْ لَمْ نَقْتَحِمْ مَا لَمْ نَدْرِ وَلَمْ نَقِفْ مَا لَيْسَ لَنَا بِهِ عِلْمٌ مِمَّا لَوْ عَلِمْنَاهُ لَقُلْنَا بِهِ . قَالَ عَلِيٌّ : وَنَحْنُ ذَاكِرُونَ الآَنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا جَاءَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ مَا جَاءَ عَنِ التَّابِعِينَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ مَا تَيَسَّرَ مِنْ أَقْوَالِ الْفُقَهَاءِ بَعْدَهُمْ ، إِذِ الْعُمْدَةُ فِي الدِّينِ بَعْدَ الْقُرْآَنِ وَحُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ واخْتِلافِهِمْ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ مَنْ بَعْدَهُمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ

صحابي

سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ

ضعيف الحديث

الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

ثقة متقن

أَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ

ثقة

حَبِيبُ بْنُ خَلَفٍ

مجهول الحال

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ

ثقة ثقة

عَبَّاسُ بْنُ أَصْبَغَ

مجهول الحال

حُمَامٌ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.