حَدَّثَنَاهُ حُمَامٌ ، نا عَبَّاسُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ ، نا إبْرَاهِيمُ ، نا مُحَمَّدٍ ، نا يَحْيَى بْنُ أبِيِ عُمَرَ ، نا ، مَالِكٌ نا ابْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ ؟ الَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا ، أَوْ يُخْبِرُ بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَكَانَ هَذَا عُمُومًا فِي كُلِّ شَهَادَةٍ فِي حَدٍّ أَوْ غَيْرِ حَدٍّ ، وَوَجَدْنَا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 فَسَوَّى اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَ وُجُوبِ أَدَاءِ الْمَرْءِ الشَّهَادَةَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَعَلَى وَالِدَيْهِ ، وَأَقَارِبِهِ ، وَالْأَبَاعِدِ ، فَوَجَبَ مِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ أَنَّ الشَّهَادَةَ لَا حَرَجَ عَلَى الْمَرْءِ فِي تَرْكِ أَدَائِهَا مَا لَمْ يُسْأَلْهَا حَدًّا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ ، فَإِذَا سُئِلَهَا فَفَرْضٌ عَلَيْهِ أَدَاؤُهَا حَدًّا أَوْ غَيْرَهُ ، وَأَنَّ مَنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ ، وَالْمَشْهُودُ لَهُ لَا يَدْرِي بِهَا : فَفَرْضٌ عَلَيْهِ إعْلَامُهُ بِهَا ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ " فَإِنْ سَأَلَهُ الْمَشْهُودُ أَدَاءَهَا لَزِمَهُ ذَلِكَ فَرْضًا ، لِمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا سورة البقرة آية 282 وَإِنْ لَمْ يُسْأَلْ لَمْ يَلْزَمْهُ أَنْ يُؤَدِّيَهَا ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ . وَأَمَّا مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ عَلَى إنْسَانٍ بِزِنَى ، فَقَذَفَ ذَلِكَ الزَّانِي إنْسَانٌ فَوَقَفَ الْقَاذِفُ عَلَى أَنْ يُحَدَّ لِلْمَقْذُوفِ ، فَفَرْضٌ عَلَى الشَّاهِدِ عَلَى الْمَقْذُوفِ الزَّانِي أَنْ يُؤَدِّيَ الشَّهَادَةَ وَلَا بُدَّ ، سُئِلَهَا أَوْ لَمْ يُسْأَلْهَا عَلِمَ الْقَاذِفُ بِذَلِكَ أَوْ لَمْ يَعْلَمْ ، وَهُوَ عَاصٍ لِلَّهِ تَعَالَى إنْ لَمْ يُؤَدِّهَا حِينَئِذٍ ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ سورة المائدة آية 2 . وَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ . وَلِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا كَانَ أَوْ مَظْلُومًا " . فَهَذَا إذَا أَدَّى الشَّهَادَةَ الَّتِي عِنْدَهُ بِصِحَّةِ مَا قَذَفَ بِهِ ، مُعِينٌ عَلَى إقَامَةِ حَدٍّ بِحَقٍّ غَيْرُ ظَالِمٍ بِهِ ، مُعِينٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَإِنْ لَمْ يُؤَدِّهَا : مُعِينٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وَهُوَ ظَالِمٌ قَدْ أَسْلَمَهُ لِلظُّلْمِ ، إذْ تَرَكَهُ يُضْرَبُ بِغَيْرِ حَقٍّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ | عبد الرحمن بن زيد الجهني | مجهول الحال |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ | عبد الله بن عمرو القرشي / توفي في :96 | ثقة |
أَبِيهِ | أبو بكر بن عمرو الأنصاري | ثقة |
ابْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ | محمد بن أبي بكر الأنصاري / ولد في :60 / توفي في :132 | ثقة |
مَالِكٌ | مالك بن أنس الأصبحي / ولد في :89 / توفي في :179 | رأس المتقنين وكبير المتثبتين |
يَحْيَى بْنُ أبِيِ عُمَرَ | يحيى بن أبي عمر العدني | مقبول |
مُحَمَّدٍ | محمد بن أبي عمر العدني / توفي في :243 | ثقة |
إبْرَاهِيمُ | إبراهيم بن مهدي الأبلي | متهم بالوضع |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيْمَنَ | محمد بن عبد الملك القرطبي / توفي في :330 | ثقة ثقة |
عَبَّاسُ بْنُ أَصْبَغَ | العباس بن أصبغ | مجهول الحال |
حُمَامٌ | حمام بن أحمد القرطبي | ثقة |