كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ هُوَ الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ ، وَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ " . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجٍّ ، وَأَهَلَّ بِهِ نَاسٌ مَعَهُ ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِعُمْرَةٍ ، وَكُنْتُ فِيمِنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةٍ ، فَصَحَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ إِهْلالَ النَّاسِ بِمَا أَهَلُّوا إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ بِذَلِكَ ، وَاتَّفَقَ جَمِيعُ الأَحَادِيثِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَحَّ أَنَّ قَوْلَهَا الَّذِي ذَكَرْنَا آنِفًا ، إِذْ قَالَتْ : خَرَجْنَا نُلَبِّي لا نَذْكُرُ حَجًّا وَلا عُمْرَةً لَيْسَ مُعَارِضًا لِقَوْلِهَا ، إِذْ قَالَتْ : لَبَّى قَوْمٌ بِحَجٍّ ، وَقَوْمٌ بِعُمْرَةٍ ، وَقَوْمٌ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ ، وَاسْتَبَانَ الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَا آنِفًا مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَقْتَيْنِ ، فَأَوَّلُ أَمْرِهِمْ أَنْ لَبَّوْا لا يَذْكُرُونَ حَجًّا وَلا عُمْرَةً ، ثُمَّ لَمَّا أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُلَبُّوا بِمَا أَحَبُّوا مِنْ ذَلِكَ لَبَّوْا ، أَبَاحَ لَهُمْ وَتَآلَفَتِ الأَحَادِيثُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَإِنَّكُمْ لا تَأْخُذُونَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي احْتَجَجْتُمْ بِهِ آنِفًا مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، بِمَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ ، قُلْنَا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ : إِنَّمَا سُقْنَاهُ لِمَا فِيهِ مِنَ النَّصِّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُلَبُّوا بِشَيْءٍ إِلا حَتَّى عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قُلْنَا : إِنَّ آخِرَ أَمْرِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمَكَّةَ بِالْفَسْخِ لِمَنْ لا هَدْيَ مَعَهُ ، فَأَمَرَ مَنْ مَعَهُ الْهَدْيُ بِالْقِرَانِ ، عَلَى مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ أَنْ يَنْسَخَ الإِبَاحَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَالنَّاسِخُ هُوَ الَّذِي يَلْزَمُ الأَخْذُ بِهِ ، ثُمَّ الزَّائِدُ فِي رِوَايَتِهِ مَقْبُولٌ ، وَقَدْ زَادَ اللَّيْثُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زِيَادَةً عَلَى مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فَلَزِمَ الأَخْذُ بِهَا ، لأَنَّهَا زِيَادَةُ عَدْلٍ ، وَهِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى مَا ابْتَدَأْنَا الْكَلامَ بِهِ مِنْ مَعْنَى إِهْلالَهُمْ بِإِهْلالٍ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطْلَقًا ، فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ : فَهَذِهِ عَائِشَةُ قَدْ ذَكَرَتْ أَنَّهُمْ لَبَّوْا بِغَيْرِ ذِكْرِ حَجٍّ وَلا عُمْرَةٍ ، حَتَّى عَلَّمَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
عُرْوَةَ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |
ابْنُ أَبِي عُمَرَ هُوَ الْعَدَنِيُّ | محمد بن أبي عمر العدني / توفي في :243 | ثقة |
مُسْلِمٌ | مسلم بن الحجاج القشيري / ولد في :204 / توفي في :261 | ثقة حافظ إمام |
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ | أحمد بن علي القلانسي | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ | أحمد بن محمد الأشقر | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى | عبد الوهاب بن عيسى البغدادي / توفي في :388 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ | أحمد بن فتح المعافري | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ | عبد الله بن يوسف بن بابي / ولد في :348 / توفي في :435 | صدوق حسن الحديث |