أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو صَادقٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ ، قَالُوا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ كَنتُ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَصِفُونَ مِنِّي شِدَّةً وَغِلْظَةً ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكُنْتُ عَبْدَهُ وَخَادِمَهُ وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سورة التوبة آية 128 , وَكُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ إِلا أَنْ يَغْمِدَنِي أَوْ يَنْهَانِي عَنْ أَمْرٍ ، فَأَكُفَّ ، وَإِلا أَقَمْتُ عَلَى النَّاسِ ، لِمَكَانِ لِينِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، وَهُوَ عنِّي رَاضٍ ، فَالْحمدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ ، كَثِيرًا ، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ ، ثُمَّ قُمْتُ ذَلِكَ الْمَقَامِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ فِي كَرَمِهِ وَدِعَتِهِ وَلِينِهِ ، فَكُنْتُ خَادِمَهُ ، كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ عَلَى النَّاسِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، أَخْلِطُ شِدَّتِي بلِينِهِ ، إِلا أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَيَّ فَأَكُفَّ ، وَإِلا خَدَمْتُ ، فَلَمْ أَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَهُوَ عنِي رَاضٍ ، فَالْحمدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ ، ثُمَّ صَارَ أَمْرُكُمْ إِلَيَّ الْيَوْمِ ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُولُ قَائِلٌ : كَانَ يَشْددُ عَلَيْنَا وَالأَمْرُ إِلَى غَيْرِهِ ، فَكَيْفَ بِهِ إِذَا صَارَ إِلَيْهِ ؟ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتمونِي وَجَرَّبْتُمُونِي وَقَدْ عَرَفْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا عَرَفْتُ وَمَا أَصْبَحْتُ نَادِمًا ، عَلَى شَيْءٍ يَكُونُ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلا وَقَدْ سَأَلْتُهُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِدَّتِي الَّتِي كُنْتُمْ تَرَوْنَ مِنِّي قَدْ زَادَتْ أَضعَافًا ، إِذَا كَانَ الأَمْرُ ، إِلَيَّ عَلَى الظَّالِمِ وَالْمُعتدِي ، وَالأَخْذِ لِلْمُسْلِمِينَ لِضعيفِهِمْ مِنْ قَوِيِّهِمْ ، وَإِنِّي بَعْدَ شِدَّتِي تِلْكَ وَاضِعٌ خَدِّي بِالأَرْضِ بِأَهْلِ الْكَفَافِ وَالْكَفِّ مِنْكُمْ وَالتَّسْلِيمِ ، وَإِنِّي لا أُبَالِي كَانَ بيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِي أَحْسَابِكُمْ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ إِلَى مِنْ أَحْبَبْتُمْ مِنْكُمْ ، فَيَنْظُرَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَأَعِينُونِي عَلَى أَنفُسِكُمْ بِكَفِّهَا عنِّي ، وَأَعِينُونِي عَلَى نَفْسِي بِالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَإِحْضَارِ النَّصِيحَةِ فِيمَا وَلانِي اللَّهُ ، ثُمَّ نَزَلَ ، قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : فَوَاللَّهِ ، لَقَدْ وَفَى بِمَا قَالَ : وَزَادَ فِي مَوْضِعٍ : الشدَّةَ عَلَى أَهْلِ الرِّيبَةِ وَالظَّلَمَةِ ، وَالرِّفْقَ بِأَهْلِ الْحَقِّ مَنْ كَانُوا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ | إبراهيم بن أبي داود الأسدي | ثقة ثبت |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ | أحمد بن الحسن الحرشي | ثقة |