باب التوكل على الله عز وجل


تفسير

رقم الحديث : 754

أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَكِيلِ الْمُحَمَّدَ آبَاذِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَ آبَاذِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدًا هُوَ ابْنُ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلا ثَلاثَةٌ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، قَالَ : وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلا يُقَالُ لَهُ : جُرَيْجٌ ، وَكَانَ عَابِدًا فَابْتَنَى صَوْمَعَةً فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهَا ، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ , فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أُمِّي وَصَلاتِي ، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ فَانْصَرَفَتْ . ثُمَّ جَاءَتْ يَوْمًا آخَرَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَتْهُ يَوْمًا ثَالِثًا فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى يَرَى أَوْ يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ . قَالَ : فَذَكَرَ يَوْمًا بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَفَضْلَهُ ، فَقَالَتْ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : قَدْ شِئْنَا ، فَانْطَلَقَتْ فَتَعَرَّضَتْ لِجُرَيْجٍ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ، فَأَتَتْ رَاعِيًا وَكَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ بِغَنَمِهِ ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلامًا ، فَقَالَتْ : هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ . فَأَتَاهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَضَرَبُوهُ وَشَتَمُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَقَالُوا : زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ وَوَلَدَتْ غُلامًا . قَالَ : فَأَيْنَ الْغُلامُ ؟ قَالَ : فَجِيءَ بِهِ فَقَامَ وَصَلَّى وَدَعَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلامِ فَطَعَنَهُ بِإِصْبَعِهِ ، وَقَالَ : بِاللَّهِ يَا غُلامُ مَنْ أَبُوكَ ؟ قَالَ : أَبِي الرَّاعِي , قَالَ : فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَهُ ، وَقَالُوا : نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ : لا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ابْنُوهَا كَمَا كَانَتْ . قَالَ : وَبَيْنَا امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ وَفِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ ، إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى الرَّاكِبِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي مَصَّهُ وَوَضَعَ أُصْبُعَهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا . ثُمَّ مَرَّ بِأَمَةٍ مَعَهَا النَّاسُ تَضْرِبُهَا ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا . فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ : " خَلَفِي أَيْ بُنَيَّ مَرَّ بِيَ الرَّاكِبُ ذُو شَارَةٍ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، قُلْتَ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ . ثُمَّ مَرَّ بِهَذِهِ الأَمَةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ الأَمَةِ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَقَالَ : يَا أُمَّتَاهُ ، إِنَّ الرَّاكِبَ الَّذِي مَرَّ بِكِ جَبَّارٌ فَدَعَوْتِ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ . وَهَذِهِ يَقُولُونَ سَرَقَتْ وَلَمْ تَسْرِقْ ، وَزَنَتْ وَلَمْ تَزْنِ , وَهِيَ تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ يَدْخُلُ فِي بَابِ بِرِّ الأُمِّ ، وَفِي رُجُوعِ الْعَبْدِ إِلَى اللَّهِ فِيمَا نَزَلَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ ، وَفِي الصَّبْرِ عَلَيْهِ ، وَيَدْخُلُ فِي بَابِ مَنْ أَكْثَرَ دُعَاءَ اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ فَإِنَّهُ يَسْتَجِيبُ لَهُ فِي الْبَلاءِ ، وَقَدْ يَسْتَجِيبُ فِي الْبَلاءِ بِفَضْلِهِ لِمَنْ يَرْجِعُ إِلَيْهِ عِنْدَ نُزُولِ الْبَلاءِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

مُحَمَّدًا هُوَ ابْنُ سِيرِينَ

ثقة ثبت كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى

جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ

ثقة

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

ثقة ثبت

عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ

ثقة حافظ إمام

أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَ آبَاذِيُّ

ثقة

أَبُو الْخَيْرِ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَكِيلِ الْمُحَمَّدَ آبَاذِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.