أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى , قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ , حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الأَشْقَرُ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : " الصَّمَدُ الْبَاقِي بَعْدَ خَلْقِهِ " ، وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الأُمُورِ ، وَيُقْصَدُ إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ وَالنَّوَازِلِ , وَأَصْلُ الصَّمَدِ الْقَصْدُ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ : اصْمُدْ صَمْدَ فُلانٍ أَيِ اقْصِدْ قَصْدَهُ , وَأَصَحُّ مَا قِيلَ فِيهِ مَا يَشْهَدُ لَهُ مَعْنَى الاشْتِقَاقِ ، وَمِنْهَا " الْحَمِيدُ " قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ سورة لقمان آية 26 ، وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لأَنْ يُحْمَدَ لأَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَدَأَ فَأَوْجَدَ , ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ النِّعْمَتَيْنِ الْجَلِيلَتَيْنِ الْحَيَاةِ وَالْعَقْلِ , وَوَالَى بَعْدَ مَنْحِهِ , وَتَابَعَ آلاءَهُ وَمِنَنَهُ , حَتَّى فَاتَتِ الْعَدَّ , وَإِنِ اسْتُفْرِغَ فِيهَا الْجَهْدُ , فَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ سِوَاهُ ؟ بَلْ لَهُ الْحَمْدُ كُلُّهُ لا لِغَيْرِهِ , كَمَا أَنَّ الْمَنَّ مِنْهُ لا مِنْ غَيْرِهِ , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الْمَحْمُودُ الَّذِي اسْتَحَقَّ الْحَمْدَ بِفِعَالِهِ , وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ , وَهُوَ الَّذِي يُحْمَدُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ , وَفِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ , لأَنَّهُ حَكِيمٌ لا يَجْرِي فِي أَفْعَالِهِ الْغَلَطُ وَلا يَعْتَرِضُهُ الْخَطَأُ ، فَهُوَ مَحْمُودٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَمِنْهَا " الْقَاضِي " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ سورة غافر آية 20 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |