باب ما جاء في فضل الكلمة الباقية في عقب ابراهيم عليه السلام وهي كلمة التقوى ودعوة الح...


تفسير

رقم الحديث : 240

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو , أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : " وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ سورة سبأ آية 21 : أَيْ حُجَّةٍ يُضِلُّهُمْ بِهِ إِلا أَنَّا سَلَّطْنَاهُ عَلَيْهِمْ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ قَالَ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : إِنَّ اللَّهَ خَبَّرَهُمْ بِتَسْلِيطِ إِبْلِيسَ وَبِغَيْرِ تَسْلِيطِهِ قُلْتُ : مِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ سورة محمد آية 31 ، وَهُوَ يَعْلَمُ الْمُجَاهِدِينَ وَالصَّابِرِينَ بِغَيْرِ ابْتِلاءٍ فَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْعَرَبَ تَشْتَرِطُ لِلْجَاهِلِ إِذَا كَلَّمَتْهُ شِبْهَ هَذَا شَرْطًا تُسْنِدُهُ إِلَى أَنْفُسِهَا وَهِيَ عَالِمَةٌ , وَمَخْرَجُ الْكَلامِ كَأَنَّهُ لِمَنْ لا يَعْلَمُ : وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ : النَّارُ تَحْرِقُ الْحَطَبَ , فَيَقُولَ الْجَاهِلُ : بَلِ الْحَطَبُ يَحْرِقُ النَّارَ ، فَيَقُولُ الْعَالِمُ : سَنَأْتِي بِحَطَبٍ وَنَارٍ لِنَعْلَمَ أَيُّهُمَا يَأْكُلُ صَاحِبَهُ , أَوْ قَالَ : أَيُّهُمَا يَحْرِقُ صَاحِبَهُ , وَهُوَ عَالِمٌ فَهَذَا وَجْهٌ بَيِّنٌ ، وَالْوَجْهُ الآخَرُ : أَنْ يَقُولَ : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ سورة محمد آية 31 , مَعْنَاهُ حَتَّى نَعْلَمَ عِنْدَكُمْ , فَكَأَنَّ الْفِعْلَ لَهُمْ فِي الأَصْلِ وَمِثْلُهُ مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ سورة الروم آية 27 عِنْدَكُمْ يَا كَفَرَةُ , وَلَمْ يَقُلْ عِنْدَكُمْ وَذَلِكَ مَعْنَاهُ وَمِثْلُهُ : ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ سورة الدخان آية 49 أَيْ عِنْدَ نَفْسِكَ إِذَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِي دُنْيَاكَ , وَمِثْلُهُ قَالَ اللَّهُ لِعِيسَى : أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ سورة المائدة آية 116 ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُهُ وَمَا يُجِيبُهُ , فَرَدَّ عَلَيْهِ عِيسَى , وَعِيسَى يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لا يَحْتَاجُ إِلَى إِجَابَتِهِ , فَكَمَا صَلُحَ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا يَعْلَمُ وَيَلْتَمِسُ مِنْ عَبْدِهِ وَنَبِيِّهِ الْجَوَابَ , فَكَذَلِكَ يَشْتَرِطُ مَا يَعْلَمُ مِنْ فِعْلِ نَفْسِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ عِنْدَ الْجَاهِلِ لا يَعْلَمُ " ، وَحَكَى الْمُزَنِيُّ ، عَنِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ سورة البقرة آية 143 يَقُولُ : إِلا لِنَعْلَمَ أَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ مِنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ , وَعِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ قَبْلَ اتِّبَاعِهِمْ وَبَعْدَهُ سَوَاءً ، وَقَالَ غَيْرُهُ : إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ بِوُقُوعِ الاتِّبَاعِ مِنْهُ كَمَا عَلِمْنَاهُ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَتَّبِعُهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.