أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ , أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : " عَطَائِي كَلامٌ , وَعَذَابِي كَلامٌ ، إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا سورة النساء آية 47 , فَإِنَّمَا أَرَادَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، مَا قَضَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَمْرِ زَيْدٍ وَامْرَأَتِهِ , وَتَزَوُّجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا , وَجَوَازِ التَّزَوُّجِ بِحَلائِلِ الأَدْعِيَاءِ , كَانَ قَضَاءً مَقْضِيًّا , وَهُوَ كَقَوْلِهِ : وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا سورة الأحزاب آية 38 , وَالأَمْرُ فِي الْقُرْآنِ يَنْصَرِفُ وَجْهُهُ إِلَى ثَلاثَةِ عَشَرَ وَجْهًا مِنْهَا : الأَمْرُ بِمَعْنَى الدِّينِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ سورة التوبة آية 48 يَعْنِي : دِينَ اللَّهِ الإِسْلامَ وَلَهُ نَظَائِرُ , وَمِنْهَا : الأَمْرُ بِمَعْنَى الْقَوْلِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا سورة المؤمنون آية 27 يَعْنِي قَوْلَنَا , وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ سورة طه آية 62 , يَعْنِي قَوْلَهُمْ ، وَمِنْهَا : الأَمْرُ بِمَعْنَى الْعَذَابِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ سورة إبراهيم آية 22 يَعْنِي : لَمَّا وَجَبَ الْعَذَابُ بِأَهْلِ النَّارِ , وَلَهُ نَظَائِرُ , وَمِنْهَا : الأَمْرُ يَعْنِي : عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : إِذَا قَضَى أَمْرًا سورة آل عمران آية 47 يَعْنِي عِيسَى , وَكَانَ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ , فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ سورة آل عمران آية 47 , وَمِنْهَا أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى يَعْنِي الْقَتْلَ بِبَدْرٍ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ سورة غافر آية 78 يَعْنِي : الْقَتْلَ بِبَدْرٍ , وَقَوْلُهُ تَعَالَى : لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا سورة الأنفال آية 42 يَعْنِي : قَتْلَ كُفَّارِ مَكَّةَ , وَمِنْهَا : أَمْرٌ يَعْنِي : فَتْحَ مَكَّةَ , وَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ سورة التوبة آية 24 يَعْنِي : فَتْحَ مَكَّةَ , وَمِنْهَا : أَمْرٌ يَعْنِي : قَتْلَ قُرَيْظَةَ وَجِلاءَ النَّضِيرِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ سورة البقرة آية 109 , وَمِنْهَا أَمْرٌ يَعْنِي : الْقِيَامَةَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سورة النحل آية 1 يَعْنِي : الْقِيَامَةَ , وَمِنْهَا الأَمْرُ يَعْنِي الْقَضَاءَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الرَّعْدِ : يُدَبِّرُ الأَمْرَ سورة الرعد آية 2 يَعْنِي الْقَضَاءَ ، وَلَهُ نَظَائِرُ , وَمِنْهَا : الأَمْرُ يَعْنِي : الْوَحْيَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ سورة السجدة آية 5 , يَقُولُ : يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ سورة الطلاق آية 12 يَعْنِي : الْوَحْيَ , وَمِنْهَا : الأَمْرُ يَعْنِي أَمْرَ الْخَلْقِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ سورة الشورى آية 53 يَعْنِي أُمُورَ الْخَلائِقِ , وَمِنْهَا الأَمْرُ يَعْنِي النَّصْرَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ سورة آل عمران آية 154 يَعْنُونَ النَّصْرَ : قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ سورة آل عمران آية 154 يَعْنِي : النَّصْرَ , وَمِنْهَا الأَمْرُ يَعْنِي الذَّنْبَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا سورة الطلاق آية 9 , يَعْنِي جَزَاءَ ذَنْبِهَا ، وَلَهُ نَظَائِرُ ، أَخْبَرَنَا بِمَعْنَى ذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ السَّقَّا , أنا أَبُو يَحْيَى عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَسْعُودٍ , أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَلابُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ , حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ , حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ , عَنْ مُقَاتِلٍ , فَذَكَرَهُ فَفِي كُلِّ مَوْضِعٍ يُسْتَدَلُّ بِسِيَاقِ الْكَلامِ عَلَى مَعْنَى الأَمْرِ , فَقَوْلُهُ : أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ سورة الأعراف آية 54 يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الأَمْرَ غَيْرُ الْخَلْقِ , حَيْثُ فَصَلَ بَيْنَهُمَا ، فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ كَلامًا يَخْلُقُ بِهِ الْخَلْقَ , أَوْ إِرَادَةً يَقْضِي بِهَا بَيْنَهُمْ وَيُدَبِّرُ أَمْرَهُمْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ : هَذَا كُلَّهُ وَإِنَّ اخْتَلَفَ ، فَأَصْلُهُ وَاحِدٌ وَيُكْنَى عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِالأَمْرِ ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ ، فَإِنَّمَا يَكُونُ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَسُمِّيَتِ الأَشْيَاءُ أُمُورًا ، لأَنَّ الأَمْرَ سَبَبُهَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ سورة الشورى آية 53 .