أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونِ الصَّائِغُ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْقَاضِي ، بِمَرْوَ , قَالَ : سُئِلَ أَبِي وَأَنَا وَأَسْمَعُ عَنِ الْقُرْآنِ وَمَا حَدَثَ فِيهِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْمَخْلُوقِ , فَقَالَ : " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ وَعِلْمُهُ وَوَحْيُهُ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ " ، وَلَقَدْ ذَكَرَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , قَالَ : أَدْرَكْتُ مَشْيَخَتَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً , فَذَكَرَ مَعْنَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ , وَزَادَ : فَإِنَّهُ مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ ، قَالَ أَبِي : وَقَدْ أَدْرَكَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَجِلَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَدْرِيِّينَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مِثْلَ : جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , وَأَجِلَّةُ التَّابِعِينَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ , وَعَلَى هَذَا مَضَى صَدْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِكَ قُلْتُ : قَوْلُهُ : مِنْهُ خَرَجَ فَمَعْنَاهُ مِنْهُ سُمِعَ ، وَبِتَعْلِيمِهِ تُعُلِّمَ ، وَبِتَفْهِيمِهِ فُهِمَ , وَقَوْلُهُ : وَإِلَيْهِ يَعُودُ فَمَعْنَاهُ إِلَيْهِ تَعُودُ تِلاوَتُنَا لَكَلامِهِ , وَقِيَامُنَا بِحَقِّهِ كَمَا قَالَ : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ سورة فاطر آية 10 عَلَى مَعْنَى الْقَبُولِ لَهُ وَالإِثَابَةِ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ، وَهُوَ الَّذِي أَمَرَ بِمَا فِيهِ ، وَنَهَى عَمَّا حَظَّرَ فِيهِ , وَإِلَيْهِ يَعُودُ هُوَ الَّذِي يَسْأَلُكَ عَمَّا أَمَرَكَ بِهِ وَنَهَاكَ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ أَيْضًا صَالِحُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، وَأَبُو شُعَيْبٍ الْوَاسِطِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَلَى اللَّفْظِ الأَوَّلِ .