أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ . ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ , عَنِ ابْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ . قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الرَّبِّ : هُوَ الْمُبَلِّغُ كُلَّ مَا أَبْدَعَ حَدَّ كَمَالِهِ الَّذِي قَدَّرَهُ لَهُ ، فَهُوَ يُسِلُّ النُّطْفَةَ مِنَ الصُّلْبِ ، ثُمَّ يَجْعَلُهَا عَلَقَةً ، ثُمَّ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ، ثُمَّ يَخْلُقُ الْمُضْغَةَ عِظَامًا ، ثُمَّ يَكْسُو الْعِظَامَ لَحْمًا ، ثُمَّ يَخْلُقُ فِي الْبَدَنِ الرُّوحَ وَيُخْرِجُهُ خَلْقًا آخَرَ ، وَهُوَ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ , فَلا يَزَالُ يُنَمِّيهُ وَيُنْشِيهِ حَتَّى يَجْعَلَهُ رَجُلا ، وَيَكُونُ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ شَابًّا ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ كَهْلا ، ثُمَّ شَيْخًا وَهَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ , فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَيْهِ وَالْمُبَلِّغُ إِيَّاهُ الْحَدَّ الَّذِي وَضَعَهُ لَهُ ، وَجَعَلَهُ نِهَايَةً وَمِقْدَارًا لَهُ ، وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : قَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 إِنَّ مَعْنَى الرَّبِّ السَّيِّدُ ، وَهَذَا يَسْتَقِيمُ إِذَا جَعَلْنَا الْعَالَمِينَ مَعْنَاهُ الْمُمَيِّزِينَ دُونَ الْجَمَادِ , لا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ سَيِّدُ الشَّجَرِ وَالْجِبَالِ وَنَحْوِهَا كَمَا يُقَالُ سَيِّدُ النَّاسِ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ سورة يوسف آية 50 أَيْ إِلَى سَيِّدِكَ ، وَقِيلَ : إِنَّ الرَّبَّ الْمَالِكُ ، وَعَلَى هَذَا تَسْتَقِيمُ الإِضَافَةُ إِلَى الْعُمُومِ ، وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إِلَى أَنَّ اسْمَ الْعَالَمِ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ { 23 } قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ سورة الشعراء آية 23-24 ، وَمِنْهَا رَبُّ السَّمَوَاتِ " الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ " وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ , الْمُبْدِئُ الَّذِي أَبْدَأَ الإِنْسَانَ أَيِ ابْتَدَأَهُ مُخْتَرِعًا , فَأَوْجَدَهُ عَنْ عَدَمٍ يُقَالُ : بَدَأَ وَأَبْدَأَ وَابْتَدَأَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ , وَالْمُعِيدُ الَّذِي يُعِيدُ الْخَلْقَ بَعْدَ الْحَيَاةِ إِلَى الْمَمَاتِ ، ثُمَّ يُعِيدُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ سورة البقرة آية 28 ، وَكَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ سورة البروج آية 13 ، وَمِنْهَا " الْمُحْيِي الْمُمِيتُ " وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : إِنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ حَيًّا بِإِحْدَاثِ الْحَيَاةِ فِيهِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى الْمُمِيتِ : أَنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ مَيِّتًا بِسَلْبِ الْحَيَاةِ وَإِحْدَاثِ الْمَوْتِ فِيهِ ، وَفِي الْقُرْآنِ : قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ سورة الجاثية آية 26 ، وَقَالَ تَعَالَى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ سورة البقرة آية 28 ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ سورة الأنعام آية 122 قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : هُوَ الَّذِي يُحْيِي النُّطْفَةَ الْمَيْتَةَ ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا النَّسَمَةَ الْحَيَاةَ ، وَيُحْيِي الأَجْسَامَ الْبَالِيَةَ بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ إِلَيْهَا عِنْدَ الْبَعْثِ ، وَيُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ ، وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ وَإِنْبَاتِ الرِّزْقِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى الْمُمِيتِ : هُوَ الَّذِي يُمِيتُ الأَحْيَاءَ ، وَيُوهِنُ بِالْمَوْتِ قُوَّةَ الأَصِحَّاءِ الأَقْوِيَاءِ : يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة الحديد آية 2 تَمَدَّحَ سُبْحَانَهُ بِالإِمَاتَةِ كَمَا تَمَدَّحَ بِالإِحْيَاءِ لِيُعْلَمَ أَنَّ مَصْدَرَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالنَّفْعِ وَالضُّرِّ مِنْ قِبَلِهِ ، وَأَنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمُلْكِ ، اسْتَأْثَرَ بِالْبَقَاءِ ، وَكَتَبَ عَلَى خَلْقِهِ الْفَنَاءَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ | العباس بن عبد المطلب الهاشمي / توفي في :32 | صحابي |
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ | عامر بن سعد القرشي | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ | محمد بن إبراهيم القرشي / ولد في :45 / توفي في :119 | ثقة |
ابْنِ الْهَادِ | يزيد بن الهاد الليثي / توفي في :139 | ثقة مكثر |
عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ | عبد العزيز بن محمد الدراوردي / توفي في :186 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ | أحمد بن حنبل الشيباني | ثقة حافظ فقيه حجة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ | إسماعيل بن قتيبة السلمي | إمام حجة |
أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ | محمد بن القاسم العتكي / توفي في :344 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ | عبد العزيز بن محمد الدراوردي / توفي في :186 | صدوق حسن الحديث |
ابْنُ أَبِي عُمَرَ | محمد بن أبي عمر العدني / توفي في :243 | ثقة |
هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ | هارون بن يوسف الشطوي / توفي في :303 | ثقة |
أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ | محمد بن الحسن التاجر / توفي في :355 | ثقة متقن |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |