وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , أنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَهُوَ الرَّزَّاقُ رِزْقًا بَعْدَ رِزْقٍ , وَالْمُكْثِرُ الْمُوَسِّعُ لَهُ ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الرَّزَّاقُ هُوَ الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ ، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا يُقِيمُهَا مِنْ قُوتِهَا قَالَ : وَكُلُّ مَا وَصَلَ مِنْهُ إِلَيْهِ مِنْ مُبَاحٍ وَغَيْرِ مُبَاحٍ فَهُوَ رِزْقُ اللَّهِ , عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ قَدْ جَعَلَهُ لَهُ قُوتًا وَمَعَاشًا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ { 10 } رِزْقًا لِلْعِبَادِ سورة ق آية 10-11 وَقَالَ : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ سورة الذاريات آية 22 إِلا أَنَّ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ مَأْذُونًا لَهُ فِي تَنَاوُلِهِ فَهُوَ حَلالٌ حُكْمًا , وَمَا كَانَ مِنْهُ غَيْرَ مَأْذُونٍ لَهُ فِيهِ ، فَهُوَ حَرَامٌ حُكْمًا وَجَمِيعُ ذَلِكَ رِزْقٌ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ وَمِنْهَا ، " الْجَبَّارُ " فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ مِنْ جَبْرِ الْكَسْرِ أَيِ الْمُصْلِحُ لأَحْوَالِ عِبَادِهِ وَالْجَابِرُ لَهَا ، وَالْمُخْرِجُ لَهُمْ مِمَّا يَسُوءُهُمْ إِلَى مَا يَسُرُّهُمْ , وَمِمَّا يَضُرُّهُمْ إِلَى مَا يَنْفَعُهُمْ ، وَمِنْهَا " الْكَفِيلُ " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا سورة النحل آية 91 ، وَرُوِّينَاهُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَسْلَفَ قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا ، وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْمُتَقَبِّلُ لِلْكِفَايَاتِ , وَلَيْسَ ذَلِكَ بِعَقْدٍ وَكَفَالَةٍ كَكَفَالَةِ الْوَاحِدِ مِنَ النَّاسِ , وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ لَمَّا خَلَقَ الْمُحْتَاجَ وَأَلْزَمَهُ الْحَاجَةَ ، وَقَدَّرَ لَهُ الْبَقَاءَ الَّذِي لا يَكُونُ إِلا مَعَ إِزَالَةِ الْعِلَّةِ وَإِقَامَةِ الْكِفَايَةِ , لَمْ يُخْلِهِ مِنْ إِيصَالِ مَا عُلِّقَ بَقَاؤُهُ بِهِ إِلَيْهِ , وَإِدْرَارُهُ فِي الأَوْقَاتِ وَالأَحْوَالِ عَلَيْهِ , وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ , إِذْ لَيْسَ فِي وُسْعِ مُرْتَزِقٍ أَنْ يَرْزُقَ نَفْسَهُ , وَإِنَّمَا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَرْزُقُ الْجَمَاعَةَ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابَّ وَالأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا , وَالطَّيْرَ الَّتِي تَغْدُو خِمَاصًا , وَتَرُوحُ بِطَانًا , وَالْهَوَامَّ وَالْحَشَرَاتِ وَالسِّبَاعَ فِي الْفَلَوَاتِ ، وَمِنْهَا : " الْغِيَاثُ " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ الاسْتِسْقَاءِ : " اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا " ، وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي الْمُغِيثُ بَدَلَ الْمُقِيتِ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : الْغِيَاثُ هُوَ الْمُغِيثُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ , وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ عِبَادَهُ فِي الشَّدَائِدِ إِذَا دَعَوْهُ , وَمُرِيحُهُمْ وَمُخَلِّصُهُمْ ، وَمِنْهُ " الْمُجِيبُ " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَرِيبٌ مُجِيبٌ سورة هود آية 61 ، وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَأَكْثَرُ مَا يُدْعَى بِهَذَا الاسْمِ مَعَ الْقَرِيبِ فَيُقَالُ : الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ أَوْ يُقَالُ : مُجِيبُ الدُّعَاءِ ، وَمُجِيبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يُنِيلُ سَائِلَهُ مَا يُرِيدُ وَلا يُقْبِلُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ ، وَمِنْهَا " الْوَلِيُّ " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ سورة الشورى آية 28 ، وَرُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ : الْوَلِيُّ هُوَ الْوَالِي , وَمَعْنَاهُ مَالِكُ التَّدْبِيرِ , وَلِهَذَا يُقَالُ لِلْقَيِّمِ عَلَى الْيَتِيمِ : وَلِيُّ الْيَتِيمِ , وَلِلأَمِيرِ الْوَالِي قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَالْوَلِيُّ أَيْضًا النَّاصِرُ يَنْصُرُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ سورة البقرة آية 257 ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ سورة محمد آية 11 الْمَعْنَى لا نَاصِرَ لَهُمْ ، وَمِنْهَا : " الْوَالِي " وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : الْوَالِي هُوَ الْمَالِكُ لِلأَشْيَاءِ وَالْمُتَوَلِّي لَهَا وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهَا , يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ يُنَفِّذُ فِيهَا أَمْرَهُ ، وَيُجْرِي عَلَيْهَا حُكْمَهُ , وَقَدْ يَكُونُ الْوَالِي بِمَعْنَى الْمُنْعِمِ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ ، وَمِنْهَا : " الْمَوْلَى " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ سورة الحج آية 78 ، وَذَكَرْنَاهُ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ | عبد الرحمن بن يزيد النخعي / توفي في :83 | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
إِسْرَائِيلُ | إسرائيل بن يونس السبيعي | ثقة |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى | عبيد الله بن موسى العبسي / توفي في :219 | ثقة يتشيع |
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ | أحمد بن مهران الأصبهاني | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ | محمد بن عبد الله الصفار / توفي في :339 | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |