فصل ولله جل ثناؤه اسماء سوى ما ذكرنا


تفسير

رقم الحديث : 126

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ . ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ , عَنِ ابْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ . قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الرَّبِّ : هُوَ الْمُبَلِّغُ كُلَّ مَا أَبْدَعَ حَدَّ كَمَالِهِ الَّذِي قَدَّرَهُ لَهُ ، فَهُوَ يُسِلُّ النُّطْفَةَ مِنَ الصُّلْبِ ، ثُمَّ يَجْعَلُهَا عَلَقَةً ، ثُمَّ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ، ثُمَّ يَخْلُقُ الْمُضْغَةَ عِظَامًا ، ثُمَّ يَكْسُو الْعِظَامَ لَحْمًا ، ثُمَّ يَخْلُقُ فِي الْبَدَنِ الرُّوحَ وَيُخْرِجُهُ خَلْقًا آخَرَ ، وَهُوَ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ , فَلا يَزَالُ يُنَمِّيهُ وَيُنْشِيهِ حَتَّى يَجْعَلَهُ رَجُلا ، وَيَكُونُ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ شَابًّا ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ كَهْلا ، ثُمَّ شَيْخًا وَهَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ , فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَيْهِ وَالْمُبَلِّغُ إِيَّاهُ الْحَدَّ الَّذِي وَضَعَهُ لَهُ ، وَجَعَلَهُ نِهَايَةً وَمِقْدَارًا لَهُ ، وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : قَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة آية 2 إِنَّ مَعْنَى الرَّبِّ السَّيِّدُ ، وَهَذَا يَسْتَقِيمُ إِذَا جَعَلْنَا الْعَالَمِينَ مَعْنَاهُ الْمُمَيِّزِينَ دُونَ الْجَمَادِ , لا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ سَيِّدُ الشَّجَرِ وَالْجِبَالِ وَنَحْوِهَا كَمَا يُقَالُ سَيِّدُ النَّاسِ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ سورة يوسف آية 50 أَيْ إِلَى سَيِّدِكَ ، وَقِيلَ : إِنَّ الرَّبَّ الْمَالِكُ ، وَعَلَى هَذَا تَسْتَقِيمُ الإِضَافَةُ إِلَى الْعُمُومِ ، وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إِلَى أَنَّ اسْمَ الْعَالَمِ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ { 23 } قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ سورة الشعراء آية 23-24 ، وَمِنْهَا رَبُّ السَّمَوَاتِ " الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ " وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ , الْمُبْدِئُ الَّذِي أَبْدَأَ الإِنْسَانَ أَيِ ابْتَدَأَهُ مُخْتَرِعًا , فَأَوْجَدَهُ عَنْ عَدَمٍ يُقَالُ : بَدَأَ وَأَبْدَأَ وَابْتَدَأَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ , وَالْمُعِيدُ الَّذِي يُعِيدُ الْخَلْقَ بَعْدَ الْحَيَاةِ إِلَى الْمَمَاتِ ، ثُمَّ يُعِيدُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ سورة البقرة آية 28 ، وَكَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ سورة البروج آية 13 ، وَمِنْهَا " الْمُحْيِي الْمُمِيتُ " وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : إِنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ حَيًّا بِإِحْدَاثِ الْحَيَاةِ فِيهِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى الْمُمِيتِ : أَنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ مَيِّتًا بِسَلْبِ الْحَيَاةِ وَإِحْدَاثِ الْمَوْتِ فِيهِ ، وَفِي الْقُرْآنِ : قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ سورة الجاثية آية 26 ، وَقَالَ تَعَالَى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ سورة البقرة آية 28 ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ سورة الأنعام آية 122 قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : هُوَ الَّذِي يُحْيِي النُّطْفَةَ الْمَيْتَةَ ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا النَّسَمَةَ الْحَيَاةَ ، وَيُحْيِي الأَجْسَامَ الْبَالِيَةَ بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ إِلَيْهَا عِنْدَ الْبَعْثِ ، وَيُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ ، وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ وَإِنْبَاتِ الرِّزْقِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى الْمُمِيتِ : هُوَ الَّذِي يُمِيتُ الأَحْيَاءَ ، وَيُوهِنُ بِالْمَوْتِ قُوَّةَ الأَصِحَّاءِ الأَقْوِيَاءِ : يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة الحديد آية 2 تَمَدَّحَ سُبْحَانَهُ بِالإِمَاتَةِ كَمَا تَمَدَّحَ بِالإِحْيَاءِ لِيُعْلَمَ أَنَّ مَصْدَرَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالنَّفْعِ وَالضُّرِّ مِنْ قِبَلِهِ ، وَأَنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمُلْكِ ، اسْتَأْثَرَ بِالْبَقَاءِ ، وَكَتَبَ عَلَى خَلْقِهِ الْفَنَاءَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

صحابي

عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

ثقة

ابْنِ الْهَادِ

ثقة مكثر

عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ

المجدد لأمر الدين على رأس المائتين

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

ثقة حافظ فقيه حجة

إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ

إمام حجة

أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ

ثقة حافظ

عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ

صدوق حسن الحديث

ابْنُ أَبِي عُمَرَ

ثقة

هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ

ثقة

أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ

ثقة متقن

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.