باب قول الله عز وجل وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب سورة الشورى ا...


تفسير

رقم الحديث : 430

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الحافظ , حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى , حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ , سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ : حِينَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ سورة الشورى آية 51 الآيَةَ ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَعُمُّ مَنْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مِنَ النَّبِيِّينَ " , قَالَ : فَالْكَلامُ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَالْوَحْيُ مَا يُوحِي اللَّهُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ , فَيُثَبِّتُ اللَّهُ تَعَالَى مَا أَرَادَ مِنْ وَحَيِّهِ فِي قَلْبِ النَّبِيِّ , فَيَتَكَلَّمُ بِهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ , وَهُوَ كَلامُ اللَّهِ وَوَحْيُهُ , وَمِنْهُ مَا يَكُونُ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ لا يُكَلِّمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ , وَلَكِنَّهُ سِرُّ غَيْبٍ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ , وَمِنْهُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ , وَلا يَكُتُبُونَهُ لأَحَدٍ , وَلا يَأْمُرُونَ بِكِتَابِهِ , وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِهِ النَّاسَ حَدِيثًا , وَيُبَيِّنُونَ لَهُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ ، وَيُبَلِّغُوهُمْ وَمِنَ الْوَحْيِ مَا يُرْسِلُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مَنِ اصْطَفَى مِنْ مَلائِكَتِهِ ، فَيُكَلِّمُونَ أَنْبِيَاءَهُ مِنَ النَّاسِ , وَمِنَ الْوَحْيِ مَا يُرْسِلُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، فَيُوحُونَ بِهِ وَحْيًا فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ رُسُلِهِ , وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ يُرْسِلُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ سورة البقرة آية 97 , وَذَكَرَ أَنَّهُ الرُّوحُ الأَمِينُ , فَقَالَ : وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ { 192 } نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ { 193 } عَلَى قَلْبِكَ سورة الشعراء آية 191-193 الآيَةَ ، فَذَهَبَ فِي الْوَحْيِ الأَوَّلِ أَنَّهُ مَا يُوحِي اللَّهُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ، فَيُثَبِّتُ مَا أَرَادَ مِنْ وَحْيِهِ فِي قَلْبِهِ , فَيَتَكَلَّمُ بِهِ النَّبِيُّ , وَهَذَا يَجْمَعُ حَالَ الْيَقَظَةِ وَالنَّوْمِ ، وَذَهَبَ فِيمَا يُوحِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَى النَّبِيِّ بِإِرْسَالِ الْمَلَكِ إِلَى أَنَّهُ يَكُونُ عَلَى نَوْعَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَأْتِيَهُ الْمَلَكُ ، فَيُكَلِّمَهُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَكْلِيمًا , وَالآخَرُ : أَنَّهُ يَأْتِيهِ ، فَيُلْقِي فِي رَوْعِهِ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَكُلُّ ذَلِكَ بَيِّنٌ فِي الأَخْبَارِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة