باب جماع ابواب ما يجوز تسمية الله سبحانه ووصفه به


تفسير

رقم الحديث : 581

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ , أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ , قَالَ حُدِّثْتُ أَنَّ بِشْرًا لَقِيَ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ , فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ كَلامِ اللَّهِ تَعَالَى أَهُوَ اللَّهُ ؟ أَمْ غَيْرُ اللَّهِ ؟ أَمْ دُونَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : " إِنَّ كَلامَ اللَّهِ تَعَالَى لا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ : هُوَ اللَّهُ , وَلا يُقَالُ : هُوَ غَيْرُ اللَّهِ , وَلا هُوَ دُونَ اللَّهِ , وَلَكِنَّهُ كَلامُهُ , وَقَوْلُهُ : وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْءَانُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ سورة يونس آية 37 أَيْ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ إِلا اللَّهَ , فَرَضِينَا حَيْثُ رَضِيَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ , وَاخْتَرْنَا لَهُ مِنْ حَيْثُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ , فَقُلْنَا : كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ , فَمَنْ سَمَّى الْقُرْآنَ بِالاسْمِ الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ بِهِ كَانَ منَ الْمُهْتَدِينَ , وَمَنْ سَمَّاهُ بِاسْمٍ مِنْ عِنْدِهِ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ , فَانْهَ عَنْ هَذَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة الأعراف آية 180 , فَإِنْ تَأْبَى كُنْتَ مِنَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ سورة البقرة آية 75 " ، قَالَ أَحْمَدُ هُوَ الْبَيْهَقِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَدْ رُوِّينَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ عُلَمَائِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُمْ أَطْلَقُوا الْقَوْلَ بِتَكْفِيرِ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ , وَحَكَيْنَاهُ أَيْضًا عَنِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ , وَرُوِّينَا فِي كِتَابِ الْقَدَرِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا لا يَرَوْنَ الصَّلاةَ خَلْفَ الْقَدَرِيِّ , وَلا يُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ , وَحَكَيْنَا عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي كِتَابِ الشَّهَادَاتِ مَا دَلَّ عَلَى قَبُولِ شَهَادَةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ مَا لَمْ تَبْلُغْ بِهِمُ الْعَصَبِيَّةُ مَبْلَغَ الْعَدَاوَةِ , فَحِينَئِذٍ تُرَدُّ بِالْعَدَاوَةِ ، وَحَكَيْنَا عَنْهُ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ , أَنَّهُ قَالَ : وَأَكْرَهُ إِمَامَةَ الْفَاسِقِ وَالْمُظْهِرِ لِلْبِدَعِ , وَمَنْ صَلَّى خَلْفَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَجْزَأَتْهُ صَلاتُهُ , وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ إِعَادَةٌ إِذَا أَقَامَ الصَّلاةَ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ عُلَمَاؤُنَا فِي تَكْفِيرِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ : مِنْهُمْ مَنْ كَفَّرَهُمْ عَلَى تَفْصِيلٍ ذَكَرَهُ فِي أَهْوَائِهِمْ , وَمَنْ قَالَ بِهَذَا زَعَمَ أَنَّ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ فِي الصَّلاةِ وَالشَّهَادَاتِ وَرَدَ فِي مُبْتَدَعٍ لا يَخْرُجُ بِبِدْعَتِهِ وَهَوَاهُ عَنِ الإِسْلامِ , وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُكَفِّرْهُمْ ، وَزَعَمَ أَنَّ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ فِي تَكْفِيرِ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ أَرَادَ بِهِ كُفْرًا دُونَ كُفْرٍ , كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ سورة المائدة آية 44 وَمَنْ قَالَ بِهَذَا جَرَى فِي قَبُولِ شَهَادَاتِهِمْ ، وَجَوَازِ الصَّلاةِ خَلْفَهُمْ مَعَ الْكَرَاهِيَةِ عَلَى مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ , رَحِمَهُ اللَّهُ , فِي أَهْلِ الأَهْوَاءِ أَوِ الْمُظْهِرُ لِلْبِدَعِ ، وَكَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى , لا يُكَفِّرُ أَهْلَ الأَهْوَاءِ الَّذِينَ تَأَوَّلُوا فَأَخْطَئُوا , وَيُجِيزُ شَهَادَتَهُمْ مَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ فِي مَذْهَبِهِ أَنْ يُكَفِّرَ الصَّحَابَةَ , وَمِنَ الْقَدَرِيَّةِ أَنْ يُكَفِّرَ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَلا يَرَى أَحْكَامَ قُضَاتِهِمْ جَائِزَةً , وَرَأَى السَّيْفَ وَاسْتَبَاحَ الدَّمَ , فَمَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ هَذَا الْمَبْلَغَ فَلا شَهَادَةَ لَهُ , وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْجُمْلَةِ الَّتِي أَجَازَ الْفُقَهَاءُ شَهَادَتَهُمْ قَالَ : وَكَانَتِ الْمُعْتَزِلَةُ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ عَلَى خِلافِ هَذِهِ الأَهْوَاءِ , وَإِنَّمَا أَحْدَثَهَا بَعْضُهُمْ فِي الزَّمَانِ الْمُتَأَخِّرِ ، قَالَ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَفِي كَلامِ الشَّافِعِيِّ فِي شَهَادَةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ إِشَارَةٌ إِلَى بَعْضِ هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِالصَّلاةَ خَلْفَهُمْ ، فَالَّذِي اخْتَارَ لَهُ مَا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.