باب جماع ابواب ما يجوز تسمية الله سبحانه ووصفه به


تفسير

رقم الحديث : 646

أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ ، نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ ، نا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ مَرَّةً عَلَى مِنْبَرِهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ سورة الزمر آية 67 ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " كَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنَا الْجَبَّارُ ، أَنَا الْعَزِيزُ الْمُتَكَبِّرُ " ، فَرَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرَ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضَ ، قَالَ الشَّيْخُ : وَمَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّهُ نَفْسٌ ، إِنَّهُ مَوْجُودٌ ثَابِتٌ غَيْرُ مُنْتَفٍ ، وَلا مَعْدُومٍ ، وَكُلُّ مَوْجُودٍ نَفْسٌ ، وَكُلُّ مَعْدُومٍ لَيْسَ بِنَفْسٍ . وَالنَّفْسُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ ؛ فَمِنْهَا : نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ مُجَسَّمَةٌ مُرَوَّحَةٌ ، وَمِنْهَا : مُجَسَّمَةٌ غَيْرُ مُرَوَّحَةٍ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ هَذَيْنِ عُلُوًّا كَبِيرًا ، وَمِنْهَا : نَفْسٌ بِمَعْنَى إِثْبَاتِ الذَّاتِ كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلامِ : هَذَا نَفْسُ الأَمْرِ ، تُرِيدُ إِثْبَاتَ الأَمْرِ لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يُقَالُ فِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِنَّهُ نَفْسٌ ، لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ سورة المائدة آية 116 , أَيْ تَعْلَمُ مَا أُكِنُّهُ وَأُسِرُّهُ وَلا عِلْمَ لِي بِمَا تَسْتُرُهُ عَنِّي وَتُغَيِّبُهُ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رُوِّينَاهُ عَنْهُ " فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي " . أَيْ حَيْثُ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ وَلا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الاقْتِرَابُ وَالإِتْيَانُ الْمَذْكُورَانِ فِي الْخَبَرِ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمَا إِخْبَارًا عَنْ سُرْعَةِ الإِجَابَةِ وَالْمَغْفِرَةِ كَمَا رُوِّينَاهُ عَنْ قَتَادَةَ . وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهَا الزَّجْرَ فَقَوْلُهُ : " لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى " . يَعْنِي لا أَحَدَ أَزْجَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَاللَّهُ غَيُورٌ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ زَجُورٌ يَزْجُرُ عَنِ الْمَعَاصِي ، وَلا يُحِبُّ دَنِيءَ الأَفْعَالِ . وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ , وَأَبُو هُرَيْرَةَ , وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : " لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : " لا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ , عَنْ وَرَّادٍ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , عَلَى لَفْظٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عُمَرَ

صحابي

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ

ثقة مشهور

إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

ثقة حجة

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد

الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ

ثقة

أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ

ثقة حجة

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ

صدوق حسن الحديث

أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.